منذ عُيّن “الأخضر الإبراهيمي” كموفد أممي يمثل الأمين العام للأمم المتحدة لحل الأزمة السورية قلنا إنه لن ينجح في الوصول إلى رؤية للحل.. فقبله أتى موفد للأمين العام للأمم المتحدة “كوفي عنان” وبعد عدة زيارات متعددة، توصل إلى مبادرة لحل الأزمة السورية، وقد تمت عملية تأييدها من قبل مجلس الأمن.. لكن هناك قوى دولية لا تريد الحل.. لكنها تراهن على إرسال الموفدين لإطالة الوقت بهدف إعطاء الفرصة الكافية، والمزيد من الوقت على أمل أن تستطيع الجماعات المسلحة الإرهابية أن تسقط الدولة السورية، وتستولي على سورية، ومن ثم إدخالها في الفوضى الخلاقة كما هو الحال في “تونس” وفي “مصر” وفي “العراق” وفي “الصومال” الخ.. “كوفي عنان” الموفد الأممي السابق.. سرعان ما اكتشف أن هناك قوى دولية “غربية” لا تريد الحل للمشكلة السورية، بعد أن قدم مبادرته فقرر تقديم استقالته، ولم يفكر في إطالة وفادته إلى سورية ليكسب ما يستطيع كسبه.. كون العمل الدولي هذا أجوره عالية جداً، ومبالغ فيها ناهيك عما يمكن أن يحصل عليه من رشاوي تصل إلى ملايين الدولارات ليلقي كل يوم تصريحاً صحفياً ضد النظام السوري.. لكن “عنان” أبى ذلك، وقدم استقالته بعد أن قدم مبادرته، وقبلت من مجلس الأمن وسورية، وحين وجد أعضاء دائمين في مجلس الأمن الذين صوتوا للمبادرة، يعلنون دعمهم للمسلحين ويدعون إلى تسليحهم، وتمويلهم لإسقاط النظام السوري، ومباشرة بعد توقيعهم على إعلان جنيف.. لذلك قرار استقالته. بعد استقالة “عنان” تم تعيين بدلاً عنه “الإبراهيمي” وقلنا في نفس هذا العمود عند تعيينه أنه سوف يفشل.. لأنه لن يصل إلى ماهو أكثر مما وصل إليه “عنان” في مبادئه، ولأن تعيينه كان بهدف أن يحقق للقوى المعادية لسورية مالم يحقق “عنان” من خلال مبادرة تقول إن الحل في سورية سيكون أسهل وممكناً ب“رحيل الأسد” لكنه وبعد مرور شهور عديدة على تعيينه تجاوزت أكثر بكثير فترة عنان لم يستطع أن يصل إلى مبادرة، ولا يحقق ما تريده القوى المعادية لسورية.. لكنه فضل الاستمرار “رغم عجزه” وذلك لأنها فرصة “لطلبة الله” وليست أية فرصة.. إنها وظيفة أممية أجورها خيالية.. ناهيك عن الهبات الخارجة عن الأجور، وكذلك البدلات المختلفة، وعليه فقد فكر “الإبراهيمي” صح.. وخاصة أن هذه الفرصة هي فرصته الأخيرة، ولن تأتي له مرة ثانية. وعليه فإن استمرار “الأخضر الإبراهيمي” ليس لأنه سيجد حلاً، أو لأنه يستطيع تقديم مبادرة مقبولة، وإنما هو استمرار “لطلبة الله” ولن يستطيع الوصول إلى أكثر مما وصل إليه “كوفي عنان” في مبادرته، ولا إلى أكثر مما توصلت إليه القوى الكبرى في اجتماع جنيف، والقوى المعادية والداعمة لسورية، تعلم ذلك لكن القوى تأمل أن إطالة الوقت يمكن الجماعات المسلحة من إسقاط الدولة السورية.. أما القوى المؤيدة للدولة السورية ترى أن ذلك يمكن الدولة السورية من حسم المسألة عسكرياً.. وعلى أي حال، الدولة السورية لن تسقط، والدول المؤيدة تدرك ذلك، ولن تسمح بسقوط سوريا، كجزء من أمنها القومي. رابط المقال على الفيس بوك