تقول منظمة الأغذية والزراعة الدولية، وقولها هذا كان قبل سنتين من الآن إن الجفاف سيجثم على اليمن مدة خمس وعشرين سنة ولكنها لم تذكر متى ستكون البداية وهل ستتمثل في نقص كمية الأمطار مع انتظامها بمعدلها الذي لايروي المزروعات ولايكفي البشر في الشرب أو يروي الحيوانات الأليفة الاقتصادية. أم أن التباشير ستكون بمثابة تغيرات في توزيع الأمطار وهطولها بغزارة جارفة في مناطق لم تعهد لها مثيلاً منذ عشرات السنين وتحدث الفيضانات والأعاصير أي الرياح التي تقتلع الأشجار وتدمر الطرق وأجزاء من المدن وتقطع خطوط الكهرباء وترتفع أمواج البحر كالتي حدثت في جنوب وشرق اسيا قبل سنوات وتركزت في أندنوسيا وعرفت بتسونامي فاختفت مدن وقرى وجزر فظهرت معالم جديدة ووصلت تلك الأمواج إلى شواطئ المهرة وحضرموت لكنها لم تكن بتلك القوة المدمرة ولو كانت قدمت بنفس القوة لكانت خسائرنا فادحة ومعاناتنا أكثر من أي دولة نظراً لقلة امكاناتنا ولوجود فساد لايرحم ولايشبع حتى في زمن الكوارث. وفي الآونة الأخيرة أصدرت هذه المنظمة تحذيرات جديدة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية بصورة حادة وعالمية نتيجة استمرار الجفاف في الدول الرئيسية في زراعة القمح والذرة منذ ثلاث سنوات وهي أمريكا وروسيا ودول أخرى كانت تنافس هاتين الدولتين أيام الوفرة والفائض في التصدير وتحاول خفض أسعارها وترمي الباقي في البحر أو تحرقه للمحافظة على أسعارها بالنسبة للمزارعين الذين تتكفل الدول بحمايتهم بشراء محاصيلهم بالأسعار الربحية مهما تكبدت خزينة الدولة المليارات لضمان استمرارهم في الزراعة على أعلى معدلاتها. وقبل يومين فقط كررت هذه المنظمة وبناء على تقارير صادرة عن نفس هذه الدول التحذير من وقوع كارثة لاسابق لها في الدول التي مازال الجفاف ونقص الأمطار إلى جانب الحروب الداخلية وعدم الاستقرار وتفرغ السياسيين لتقوية مليشياتهم بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة في مجابهة بعضهم البعض وغياب الاهتمام بهذا الموضوع الذي يعرفون مسبقاً أنه يعني موت عشرات الملايين من أبناء جلدتهم جوعاً وعطشاً ومرضاً وكأنه لايعنيهم شيئاً تناثر جثث بني آدم جنباً إلى جنب حيواناتهم في العراء تأكل منها الوحوش ماتريد. فنحن لم نسمع عن اجراءات طارئة تتخذها حكومة الوفاق لتفادي وقوع الكارثة إلا ما تتوجه به من نداءات إلى الدول الصديقة المانحة لإسعافنا بصورة عاجلة لتأميناً غذائياً لشهرين أو ثلاثة فقط علماً بأنها تعرف إن كانت هذه الدول قد تعهدت بإشباعنا إلى مالانهاية فكان ذلك مشجعاً على عدم الخوض في القضية الاستراتيجية المستديمة وذلك برزاعة الأرض اليمنية وتحقيق الاكتفاء الذاتي بعد خمس إلى عشر سنوات.