كثر الحديث عن الحوار وتمادى الكثير حوله في الجدل لدرجة أصبح فيها المواطن العادي مفزوعاً من هذا القادم وعلى درجة عاليةٍ من الخوف والهلع إن تعثر قدومه لا سمح الله خصوصاً عند سماعه لبعض التصريحات النارية من هنا أو هناك مهددة ومتوعدة للشعب باشتعال حرب ضروس أو افتعال هكذا حروب لأهداف وطنية طبعاً أهمها الجلوس على مائدة الحوار وإن كانت هذه المائدة جماجم الأبرياء من أبناء شعبنا ممن لا ناقة لهم ولا جمل بخارطة طريق الحوار الآتي وتفاصيله الخاصة أو العامة أو المختلطة.. وللمواطن البسيط الحق في أن يخاف من هذه الضجة الإعلامية حول الحوار في الوقت الذي نرى فيه الإعلام يخوض جولاته وصولاته تلك بعيداً عما يريده الشعب منه من دور مهني ووطني يكرس جل جهوده في تزويد المواطن برسائل معلوماتية صادقة عن الحوار: مفهوماً وقضايا وآلية في إطار رؤية وفاقية وطنية هدفها الأسمى خلق حالة من التهيئة والقناعات لدى أطراف الحوار بأنهم ذاهبون إلى إنجاز عمل وطني يجني الشعب أكمله ثمراته وهو الذي ينتظر بفارغ الصبر هذه اللحظات الفارقة خاصة وأنه أي الشعب لم يعد قادراً على تحمل المزيد من تداعيات سلبية جديدة تعود به وبحياته اليومية إلى المربع الأول.. نعم المواطن اليوم بحاجة إلى مثل هذه المشاعر من جانب الإعلام عامة وليس العكس.. بمعنى نريد إعلاماً يعبر عن وجهة النظر الشعبية الوطنية المؤمنة باليمن وطناً آمناً مستقراً مزدهراً وموحداً وما عدا ذلك فإنها قضايا قابلة للنقاش والتحاور وصولاً إلى معالجتها بروح يسودها تغليب مصلحة الوطن والشعب لا المصالح الفردية الضيقة فالحوار إذن ليس بالصورة التي يراد لها أن تكون من قبل البعض بعيداً عن الوفاق الوطني وبنود التسوية المتفق عليها ولكنه أي الحوار روح الحكمة اليمانية التي نتمنى أن تتجلى لتذهب بحاضرنا العليل إلى غدٍ واعد بالصحة العامة للوطن سياسياً واجتماعياً وتنموياً وعدلاً وأمناً واستقراراً وحياة يعيشها المواطن على ظهراني يمننا الواحد الموحد خالية من وباء الفساد والمفسدين ومن غثاء المحسوبية والموتورين وصولاً بنا إلى شعور عام بأن البلاد والعباد تحقق لها ولو بعض ما تريد .. فليكن الحوار عاطراً برياحين النيات الصادقة في حب اليمن وشعبها وحاضرها ومستقبلها وبدون ذلك سوف نبقى جميعاً مشغولين بمصالحنا الضيقة فقط وحينها والعياذ بالله سوف تتسع الهوة بيننا وبين الوطن الذي ننعم به ونفخر بانتسابنا إليه على مر العصور.. ليكن الوطن هو طاولة حوارنا القادم ومن أجله نتفق لنعيد إليه بعض الجميل.. بعبارة موجزة لنخجل من أنفسنا من أجل اليمن.