في مؤتمره الصحفي يوم الإثنين الماضي بديوان المحافظة الأخ محافظ محافظة تعز شوقي أحمد هايل، تحدث أن المبعوث الأممي جمال بن عمر قال له: إن الحوار الوطني الذي سيبدأ في الشهر القادم سيكون مقره مدينة تعز. ولا شك أن تحتضن تعز الحوار الوطني الذي يتوقف عليه مستقبل اليمن الجديد، حدث وطني هام سيضاف إلى رصيد هذه المدينة المحورية صاحبة التاريخ الوطني العريق ولاعبة الأدوار التاريخية على مستوى الوطن كله شماله وجنوبه؛ فهي قلب ثورة26 سبتمبر، وهي حاضنة ثورة 14 أكتوبر، وكانت قاعدة الانطلاق لتحرير الجنوب من المستعمر، وهي المدينة التي احتضنت أهم حوارات الوحدة، وهي أيضاً كانت المدينة التي يلجأ إليها الأحرار حين تضيق بهم الأنظمة؛ فقد احتضنت كثيراً من العمالقة الذين خرجوا من عدن هرباً من البطش أمثال المناضل عشال وغيره. وتعز هي مدينة قادة الثورات ورواد التنوير للوطن كله أمثال المناضل عبدالغني مطهر والأستاذ النعمان والأستاذ عبده محمد المخلافي والمناضل عبدالفتاح إسماعيل والشيخ ياسين عبدالعزيز والشهيد عيسى محمد سيف وغيرهم من أبطال ثورتي سبتمبر وأكتوبر.. وتعز دائماً هي الحضن الدافئ لكل أبناء الوطن ومعظم القادة تربوا وعاشوا في تعز في أهم مراحل عمرهم، رغم تنكر البعض منهم لفضلها ومعاقبتها، ولكنها تظل المدينة المعطاءة النابضة بضمير الوطن وتحمل المشروع الوطني على مر التاريخ؛ فمشروعها عظيم بعظمة هذا الوطن مترفعة عن الدعوات الضيقة والمشاريع المتقزمة، ولهذا أطلق عليها الكثير بأوصاف وطنية كما قال عنها الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رحمه الله: تعز هي اليمن واليمن تعز، وكذلك المناضل ياسين سعيد نعمان والمناضل محمد غالب أحمد الذي قال قبل قيام الثورة الشبابية المباركة: إذا استيقظت تعز استيقظت اليمن، وهذا ما حدث بالفعل فعندما نهض شباب تعز في 11 فبراير2011م، وأشعلوا الثورة الشبابية ضد الفساد والظلم ومشروع التوريث اشتعلت الثورة في ربوع الوطن استجابة للشرارة التي انطلقت من تعز.. ولهذا فتعز هي المدينة الأنسب لاحتضان الحوار دون منازع، والجميع يهفو إليها وكل واحد من الأطراف المتناقضة من أي مكان كان يجد نفسه في تعز بين أهله وذويه، ولكن إذا أردنا أن تكون تعز في كامل جاهزيتها ويُضفى على جو الحوار روح طيبة وعطر زكي وإحساس الجميع بروح الوحدة الوطنية والألفة في هذه المدينة التي دائماً خيارها المدنية والتحضر والإخاء وحب النظام والقانون علينا جميعاً أن نهيىء هذه المدينة نفسياً ومكانياً وسياسياً لهذا الحدث. وهذا يتطلب اتخاذ إجراءات سريعة تنعكس على جو المدينة وسلوكها ومن هذه الخطوات: 1 - تفعيل ميثاق الشرف الذي وقع في رمضان الماضي والتزام جميع أبناء تعز بما ورد فيه وخاصة ظاهرة السلاح وانتشاره غير المبرر، والذي لم تعهده تعز من قبل ووضع حد صارم لهذه الظاهرة. 2 - العمل على نقل القادة العسكريين الذين شاركوا في الأحداث الدائمة التي شهدتها تعز عام 2011، وراح ضحيتها كثير من الشهداء وهدمت كثير من المنازل.. وبصورة عاجلة دون تلكؤ أو مبررات؛ كون مثل هذا الإجراء سيهدئ كثيراً من النفوس المجروحة، ومعظم تعز جرحت والكل يعرف ذلك. 3 - رفض وإدانة أي قطع للطرق والشوارع وإعاقة حركة الناس والوقوف ضده الظاهرة بحزم وصرامة مهما تكن الأسباب والمبررات لمثل هذه الأعمال. 4 - حل قضية العسكريين المنضمين للثورة والذين مضي أكثر من عام علي إيقاف مرتباتهم؛ كون ذلك مطلباً عادلاً وحقاً من حقوقهم، بالإضافة إلى أن مشكلتهم وصرف مرتباتهم يصب في مصب الحفاظ على أمن وسلامة المدينة، وحتى لا يقعوا فريسة لأية جهة هدامة تحت ضغط الحاجة. 5 - بسط هيبة الدولة وتحسين الخدمات العامة مثل النظافة وانتظام وصول مشروع المياه إلى الأحياء في جدول منتظم وعادل. 6 - جريمة القتل هي أكبر جريمة يرتكبها الإنسان على ظهر الأرض، ولهذا عندما تحدث أية عملية قتل يجب أن تواجه بردع قوي والعمل على إلقاء القبض على القاتل دون تأخر أو مماطلة أو تسويف حتى لو كان المقتول ليس لديه من يتابع دمه؛ فدم أي مقتول يبقى بذمة قيادة المحافظة والجهات الأمنية أولاً وفي ذمة المجتمع ثانياً، وهذا سيحدث ردعاً لكل من تسول له نفسه بارتكاب الجريمة وسيقضي على ظاهرة الثأر التي ما كانت تعهدها محافظة تعز من قبل. 7 - تقريب وجهات النظر بين أبناء المحافظة جميعاً بدون استثناء ماعدا من ثبت تورطه بالمساهمة بسفك دماء الأبرياء وتشكيل لجنة تنسيق يكون أعضاؤها من طرفي المعادلة التي أفرزتها أحداث الثورة عام 2011م؛ وذلك للتواصل مع كل الأطراف تهيئة لحوار تعزي تعزي يفضي إلى الاتفاق على متطلبات المحافظة واحتياجاتها والعمل تحقيقها على أرض الواقع بروح الفريق الواحد، كل في مجاله، مع وضع تصور لكيفية بناء الدولة المدنية الحديثة التي يتوق لها أبناء اليمن عامة وتحقق رؤية وطنية تشمل الوطن كله ولتقديمه إلى مؤتمر الحوار كتصور لأبناء المحافظة في الحل الوطني خاصة أن تعز تحظى باحترام أبناء كل المحافظات، وما ستقدمه من مشروع سيكون محل احترام الجميع، وسيؤخذ بالاعتبار من قبل المتحاورين. هذه مقترحات ليست لحل مشاكل واحتياجات المحافظة؛ فاحتياجات المحافظة كثيرة، ولكنها مقترحات لتهيئة مدينة تعز لاحتضان الحوار الوطني فقط ، أعتقد أنها في حال تنفيذها سينتج عن ذلك وضع إشراقات لمستقبل تعز، وهي مقترحات قابلة للنقد والتعديل والإثراء أضعها أمام أبناء المحافظة بمختلف توجهاتهم، آمل إثراءها من قبل الجميع، ولتكن همنا تعز، وبالتالي همنا الوطن كله وإذا لم نكن لتعز فلن نكون لليمن. رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=455945951111152&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater