تجارب الحياة السياسية قد أثبتت أن القوى السياسية غير الراغبة في التداول السلمي للسلطة وغير المؤمنة بالديمقراطية والمشاركة السياسية، لا يمكن أن يكون لديها مسار صحيح تلتزم السير فيه بقدر ما تعرف بالتقلبات، بل نستطيع القول بالانقلابات على كل ما يمكن أن يحقق الصالح العام، وكنا في تحليلاتنا السياسية لممارسات تلك القوى نقول: إن هذه القوى نفعية مجردة من قيم الالتزام والوفاء وينبغي الحذر منها لأنها تقدم جلب المصلحة الخاصة على درء المفسدة، وأن هذه القوى لا تجيد التعامل مع الشعب ولا تستطيع الوفاء بما يتم الاتفاق عليه، وأن ما تقوله مجرد شعارات لن تبلغ درجة الوفاء بها. إن القوى السياسية التي تحاول فرض شروطاً جديدة على التسوية السياسية التي تنطلق من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ليست سوى تلك القوى التي أثبتت تجارب الحياة السياسية تهربها كلما قربنا من الاستحقاقات الوطنية والساعية دوماً إلى إفشالها، ونحن الآن على عتبات الحوار الوطني الذي قلنا وقال العالم: إنه مفتوح وبدون شروط مسبقة .. نجد تلك القوى تظهر بين الحين والآخر بإعلان شروط تعجيزية جديدة تتناقض مع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، والهدف من كل ذلك التلاعب إفشال التسوية السياسية ومنع الشعب من ممارسة حقه الديمقراطي أو الوصول إلى صناعة دستور يكفل حق الشعب في امتلاك السلطة وممارستها من خلال الاختيار الحر المباشر لممثليه في المؤسسات الدستورية عبر صناديق الاقتراع العام. إننا اليوم أمام مفارقة عجيبة يصعب على غير اليمنيين معرفتها، فالقوى التي غررت بالعالم بأنها مؤتلفة عادت إلى أسلوبها القديم للانقلاب عليها ودفعت عناصرها إلى محاولة فرض شروط جديدة ضد التسوية السياسية بهدف الانقلاب على الوفاق الوطني، ولذلك على الجميع أن يدرك أن الوطن لم يعد يحتمل تلك المساومات على حساب الاستحقاقات الوطنية الكبرى وأن الحوار الوطني بات المحك الذي يكشف أطراف الزيف والبهتان وإن من يتخلف عنه بات مفضوحاً وسيعرف العالم حقيقة أمره ليدرك الجميع أن اليمن أعظم منهم جميعاً بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك: https://www.facebook.com/photo.php?fbid=460784380627309&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater