انتهت إجازة عيد الأضحى المبارك وعاد الناس لممارسة حياتهم الاعتيادية بعد قضاء لحظات جميلة خلال أيام العيد وكما جرت العادة كل عام فإن الكثيرين يحرصون على قضاء إجازة العيد مع أسرهم وأهاليهم في قراهم ولذلك نجد أن المدن الرئيسة وخصوصاً العاصمة صنعاء ومدينة تعز تصبح شبه خالية خلال أيام العيد فتزداد حركة سير المركبات على الطرقات الرئيسة التي تربط بين المحافظات وخصوصاً (صنعاء - تعز - عدن - الحديدة) خلال الثلاثة الأيام التي تسبق حلول العيد فتكثر الحوادث المرورية بشكل كبير مخلفة خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.. كما أن البعض من الأسر يحبذون قضاء إجازة العيد في المدن الساحلية وخصوصاً عدنوالحديدة والمخا والخوخة وكذا القيام برحلات سياحية للتمتع بالمناظر الخلابة في الكثير من المناطق وخصوصاً في إب والمحويت وتعز.. وهو ما يعني زيادة حركة سير المركبات في الطرقات المؤدية إلى تلك المدن الساحلية والمناطق السياحية.. والمؤسف أن الكثيرين يقودون سياراتهم بسرعة جنونية وكأنهم في مباراة سباق للسيارات وليسوا ذاهبين لقضاء عطلة العيد والاستمتاع بلحظات جميلة غير مدركين العواقب الوخيمة للسرعة الزائدة التي تنتج عنها حوادث مؤسفة، وبالمثل سائقو السيارات الأجرة على الخطوط الطويلة الذين يعتبرون مناسبة حلول عيد الأضحى موسماً سنوياً للحصول على المال فيقودون سياراتهم بسرعة جنونية وخاصة خلال الأيام الثلاثة التي تسبق العيد فكل واحد منهم يريد كسب أكبر قدر من المال، فالمسافر عبر الطرق البرية التي تربط بين المحافظات سيشاهد سيارات (البيجوت) المخصصة لنقل الركاب تنطلق بسرعة الصاروخ وكأن سائقيها في سباق مع الزمن غير عابئين بحياة الناس الراكبين معهم فتزداد الحوادث المرورية بنسبة كبيرة تكون نتاؤجها كارثية في عدد الوفيات والاصابات والخسائر المادية فتتحول فرحة العيد إلى مآسٍ كبيرة لأسر ضحايا الحوادث المرورية. ليست الحوادث المرورية وحدها من تحول فرحة العيد إلى مأساة بل ايضاً حوادث الغرق في البحر والسدود والحواجز المائية وإطلاق الأعيرة النارية في الأعراس والعبث بالسلاح فالكثير من الأسر تسببت الحوادث المرورية وحوادث الغرق وإطلاق النار في الأعراس والعبث بالسلاح في تحويل أفراحهم بالعيد أو الزفاف إلى مآسٍ وأحزان، فقد بلغ عدد وفيات الحوادث المرورية خلال شهر أكتوبر الماضي إلى مائتين وثمانية وخمسين شخصاً منهم فقط خلال الثلاثة الأيام من عيد الأضحى المبارك خمسة وعشرون شخصاً أما حوادث العبث بالسلاح فقد بلغ عدد الضحايا خلال الثلاثة الأيام الأولى تسعة وعشرين شخصاً بين قتيل وجريح إضافة إلى حوادث الغرق سواء في البحر أو في السدود والحواجز المائية. هذه الحوادث المفجعة تحتم على الحكومة الوقوف أمامها بمسؤولية وطنية إذ يتوجب على وزارة الأشغال العامة والطرق العمل على إيجاد كل وسائل السلامة في الطرقات من حيث وضع اللوحات الارشادية وترميم الحفريات وإزالة المطبات وعمل حماية من الخرسانة في المنحدرات والمنعطفات الخطيرة.. كما يتوجب على وزارة الداخلية القيام بواجبها في توفير الدوريات على الخطوط الطويلة ووضع الارشادات المرورية وكبح جماح السائقين المتهورين الذين لا يضعون أي اعتبار لحياة الناس، وكذا منع إطلاق الأعيرة النارية في الأعراس ومناسبات العيد للحد من المآسي التي تخلفها هذه الحوادث المؤسفة. رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=460780100627737&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater