قيل إن في الأسفار فوائد كثيرة يستفيد منها المسافر بين البلدان...وهذا شيء مؤكد بلا شك وقد قال الشاعر: تغرب عن الأوطان في طلب العلا وسافر ففي الأسفار خمس فوائد تفرج همٍ واكتساب معيشة وعلم وآداب وصحبة ماجد لكن السفر هذه الأيام لم يعد يجلب الفوائد في أغلب الأحيان فقد أصبح محفوفاً بالمخاطر التي تجلب الكوارث بسبب الحوادث المرورية التي تحدث في الطرقات وتحصد يومياً عشرات الأرواح البريئة. لم يعد السفر كما كان يجلب الفوائد للمسافرين، حيث أصبح في كثير من الأحيان يجلب الكوارث على الأفراد والأسر معاً فكم من الأشخاص ذهبوا ضحية الحوادث المرورية، وكم من الأسر خرجت من منازلها للذهاب في نزهة أو سافرت لقضاء إجازة العيد في القرية بين الأهل والأحبة، أو ذهبت نحو المدن الساحلية لقضاء أوقات سعيدة أو لحضور مناسبة سعيدة، فحولت الحوادث المرورية أفراحهم إلى كارثة كبيرة..أسر بكاملها انتقلت إلى العالم الآخر وأخرى فقدت عائلها الوحيد..نساء تترمل وأطفال يتيتمون كل يوم بسبب حوادث المرور، فلم يعد يوم يمر دون أن نسمع عن وقوع أكثر من حادث مروري حدث هنا وهناك وخلف وراءه كارثة مأساوية. السفر من مدينة إلى أخرى صار محفوفاً بالمخاطر وبعض الطرق الطويلة أصبح يطلق عليها طرق الموت مثل طريق«تعزعدنالحديدةتعزصنعاءتعز» بسبب كثرة الحوادث المرورية فيها وخاصة طريق «تعزعدن» وتعود أسباب الحوادث المرورية إلى السرعة الجنونية التي هي أهم العوامل الرئيسة لحوادث الانقلابات.. والتصادمات، فمعظم السائقين ينسون أنهم يقودون آلة حديدية لايمكن التحكم بها في حالة السرعة الزائدة، أو عند حدوث عطل ما، أو انفجار أحد الإطارات وفي هذه الحالات لايمكن السيطرة على المركبة، السبب الثاني عدم إجراء المفاقدة بشكل دوري وعند السفر، أما السبب الثالث فيعود إلى الأخطاء الفنية في مسارات الطرق، وكذلك ضيق مساحتها التي لم تعد تتناسب مع ازدياد عدد المركبات التي تسلكها يومياً فمعظم الطرق تم شقها في الستينيات والسبعينيات، وحينها كان عدد السيارات التي تسلكها لايساوي الربع لعددها حالياً ولهذا فإنه يتوجب على وزارة الأشغال العامة والطرق الإسراع في إنجاز التوسعات الجارية وخصوصاً في طريق «تعزالحديدةوتعزعدنوصنعاءتعزصنعاءالحديدة ،وعدن - صنعاء - وعدن - حضرموت» وكذا العمل على إيجاد طرق جديدة تربط عواصم المحافظات ببعضها لكي تخفف من الضغط الذي تعانيه الطرق الحالية بالإضافة إلى معالجة الأخطاء الفنية في الطرقات الحالية وذلك بتعديل بعض المسارات وخصوصاً المنعطفات التي تعد من أكثر المسببات للحوادث المرورية.. إضافة إلى ذلك يجب على إدارات المرور تسيير سيارات «دورية» في الخطوط الطويلة لمراقبة حركة السير وإيقاف أية مركبة تجاوزت سرعتها الحد المسموح به وكذلك وضع أبراج مراقبة في كل عشرين كيلو، مع توفير أجهزة اتصالات للأفراد المكلفين بعملية المراقبة، مرتبطة بالنقاط الأمنية الثابتة أو تركيب كاميرات مراقبة تقوم بمهام مراقبة حركة السير في الخطوط الطويلة ورصد مخالفات السائقين بحيث تكون مرتبطة مباشرة بالنقاط الأمنية الثابتة بهدف التخفيف من الحوادث المرورية المفجعة..«أعرف أن هذا طموح مبالغ فيه كثيراً» ولكنه ليس عسيراً ولا من الصعوبة بمكان تحقيقه اذا توفرت الإرادة الصادقة والمخلصة.