أتذكر أن أحد ضباط الأمن قال لي قبل سنوات: عملت في عدن سنتين في قسم شرطة لم تصلني حالة قتل واحدة، وكل حوادث الطعن كانت بين أبناء المحافظات الشمالية من باعة القات، وحين نُقلتُ إلى قسم شرطة في العاصمة وصلتني في الثلاث الأيام الأولى للعيد حالتين قتل بطلق ناري، و13 حالة طعن بالجنابي. ليس مبالغة وجلداً للذات القول بأننا الشعب الوحيد في الدول الإسلامية الذي يضحي بأبنائه في كل عيد الأضحى، إما بالألعاب النارية التي تخلف كوارث لا حصر لها بين الأطفال، أو بالأسلحة الحية عند الكبار. في أحد الأعراس بريف ذمار هزّ صوت القذيفة المكان وأرعب الحاضرين فوق مائدة الغداء، فأسرع شخص لطمأنتهم بأن لا شيء مقلق: “ما به شيء، غير الفندم .... بيقرح ببازوكة لاشق الجبل”... فالفندم - رفع الله رأسه... وروحه أيضاً - أراد أن يرفع رأس العريس، ويقصف الجبل بآر بي جي تعبيراً عن فرحته!!. نخلص من أخبار “القح بم” تجيئنا أخبار الغرقى، أربعة في عدن واثنان في أبين، واثنان في الحديدة، وخمسة دفعة واحدة في ساحل الكثيب بالحديدة، حتى المحويت وبني مطر توفيت فيهما فتاتان أثناء السباحة في الحواجز المائية، حتى وصل عدد الوفيات غرقاً 15شخصاً خلال إجازة العيد، ومن تم انقاذهم 21 آخرين. بحسب الداخلية. وخفر السواحل جاهزين بالكفن وقراءة ياسين، صحيح الخطأ مش عندهم، والمواطن اليمني أول ما تقول له: ممنوع، يخرج الباسور من نخره، ويبدأ بالعفاطة وحق أبو من البحر لما تمنعني!!. المسئولية ملقاة على الطرفين، وزارة الداخلية التي لا تتولى دورها في إرشادات السلامة، وتخصص أماكن ومواقيت آمنة للسباحة، وتلزم الناس بالقوة، وهنا لن يلومها أحداً لأنها المسئولة عن حياة الناس وسلامتهم، والمواطن يجب أن يتحلى بالالتزام وحسن التعامل مع إرشادات السلامة، وإذا كانت الدولة مقصرة، فيجب التنبه إلى التحذيرات التي تطلقها وسائل الإعلام عن حالة البحر والأعاصير، والأماكن والمواقيت التي لا تصلح للسباحة... ومش كل عباطة وعفاط!. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=462888290416918&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater