الحوار قيمة إنسانية جميلة ..و من مبادئ القيم وسيادتها ..و أي مجتمع اتخذ الحوار سبيلاً لحل خلافاته ومشكلاته هو مجتمع راشد بالفعل.. ..وحينما تتعدد الأطراف المتحاورة لزم وضع قواعد وأساليب وطرق للحوار المنشود..وقد وضح الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ذلك «ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن» وقال تعالى«ادعٌ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن»الجدال أو الحوار بالتي هي أحسن ،أن يختار المجادل أو المحاور ارق التعابير وألطفها في مخاطبة الطرف الآخر..فالكلمة الطيبة التي يغلب عليها اللين والرفق ويراد بها وجه الله تجلب الخير والمنفعة. فاعتقد إن هناك قاعدة رئيسية للحوار ذكرها الله عز وجل«وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ظلال مبين» تعالوا نبحث عن الحقيقة مجردة من الأهواء ننظر إلى مضامين الدعوة أو قضية الحوار بمنظار العقل والعدل نقيس النص الصريح بالعقل الصريح،نتعلم من ذلك، على جميع الأطراف والتي ستدخل الحوار الوطني أن تأخذ هذه القاعدة بالحسبان وعدم تزكية النفس أو الزعم المبدئي بامتلاك الحقيقة..أي يجب أن يٌترك الباب مفتوحا لدور العقل والقناعة الذاتية والتجرد من الإملاء والتوجيه..أي لا سلطان وإملاء لأي طرف على الأخر وليس في يد احد يحاسب الآخر على جرمه..فمن أرقى قواعد الحوار الوطني بين أصحاب القضايا المتباينة والتي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار عمق الإدراك بحق كل طرف أن يحترم رأيه ابتداءً وتقام الأدلة والحجج وتبقى القضايا محل نظر وإعمال فكر سواء كانت قضايا حقيقية آو دعوى باطلة..بمعنى آخر إن الحلول الجاهزة مرفوضة تماما ومثلها الأحكام المسبقة..نريد أن نتحاور لنحل مشاكلنا دون إلغاء أو إقصاء لطرف فهذا فقدان للنزاهة الأخلاقية لقيمة الحوار..إنها فرصة تاريخية ووطنية لنثبت لأنفسنا أننا قادرون أن نتحاور بل واقدر أن نجد حلولا لمشاكلنا المتناثرة والمؤجلة منذ زمن في قلب الوطن الفسيح يجب أن تكون فسيحة قلوبنا وأفكارنا واخلاقتا وأسماعنا لعل خط التواصل يستمر ممتدا دون أن تكون أساليبنا سبباًً في القطيعة وحشر الآخر في دائرة القطعيات والأحكام المسبقة النابعة من غرور النفس وجلد الذات اليمنية المجلودة أصلاً بغرور وذاتية من ادعى سابقا انه الوطن باكمله ..في قلب الوطن الفسيح التعاون على إنجاح الحوار الوطني بالبحث عن المشتركات الإنسانية والوطنية كفيل أن يردم الفجوة بين أطراف الحوار..فالوطن من حيث الحقيقة ما هو إلا إرادة الجميع في العيش المشترك وكل ذلك لا يقوم إلا على فكرة الحوار و واحدية الانتماء لهذا الوطن.. فإلى المتحاورين إن تقديم الحجج على صحة ما يتداول والوصول إلى النتائج التوافقية المرضية هو رهن عدم وجود استعداد مسبق لعدم تقبل النتائج..وواحدية الانتماء للوطن والشعب بالمعنى الشامل أنما تستدعي بالضرورة الإفراد باختلاف وتنوع وتعدد المصادر المكونة للوطن والشعب.