تحيط بسوريا الآن مخاطر ضخمة وأكيده وتوجه إليها من خلال رئيسها السيد بشار الأسد أسلحة مدمرة من صواريخ وطائرات من عدة جهات محيطة بها ومن مسافات بعيدة، حيث توجد في اسرائيل وتركيا والأردن وبعض الدول الخليجية مصوّبة نحو سوريا بزعم تحريرها ومزاعم أخرى للدفاع عن النفس ، سبقتها تحذيرات من اسرائيل على وجه التحديد ومن تركيا بالرد على أي اطلاق نار من الأراضي السورية إلى المناطق التركية والأردنية والعراقية واللبنانية وإلى مرتفعات الجولان السورية المحتلة . وأحدث ما تناقلته شبكات التلفزيون هو تأكيد رئيس وزراء بريطانيا دافيد كاميرون من مخيم للاجئين السوريين بالأردن قبل أربعة أيام انه وبعد التشاور مع الرئيس الأمريكي أوباما سيتم إرسال طائرات بريطانية إلى الأجواء السورية لفرض حظر على الطيران السوري الحربي ، مما يعني أن الاستعدادات قد تمت بحشد الأساطيل وحاملات الطائرات ونصب صواريخ الباتريوت وطائرات الأواكس التجسسية من عدة قواعد في الدول الآنفة الذكر ، بالإضافة إلى الأسطول الخامس الأمريكي الموجود قيادته وقواعده في البحرين منذ ستين عاماً على خلفية فشل انزال البحرية الأمريكية في لبنان عام 58 لحماية الرئيس سميل شمعون لإسكات اللبنانيين الذين أيدوا الوحدة بين سوريا ومصر ووضع حد لنفوذ الرئيس جمال عبدالناصر والحد من توسع شعبيته القومية في كافة أنحاء الوطن العربي . فالقواعد الأمريكية البريطانية الفرنسية موجودة في دول الخليج وفي قبرص وجيبوتي وفي تركيا التي تعد واحده من أهم دول حلف الأطلسي «النيتو» وأما إسرائيل فهي على الدوام تعزز قواتها البحرية والجوية والبرية لمحاصرة كل الدول العربية وإيران ومياه الخليج والبحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط تكتظ بالغواصات والمدمرات والبوارج الإسرائيلية جنباً إلى جنب مثيلاتها الأمريكية والبريطانية والفرنسية . فهل يتحمل الأسد هذه القوة الهائلة بمفرده أي الجيش السوري الذي لم يبق منه موالٍ لبشار الأسد إلا القليل وهل ستقف روسيا مكتوفة اليدين وتستسلم للهيمنة الغربية إلى درجة حجب الأسلحة الحديثة عن بشار الأسد ولا تستخدم حقها في الاعتراض على الدول الثلاثة دائمة العضوية في مجلس الأمن بالقيام بإجراء عسكري ثلاثي خارج إطار مجلس الأمن ، أي الدول الخمس ذات العضوية والتي هي روسيا والصين وتترك حليفها الذي لم يبق له صديق إلا روسيا والصين وإلا لكان قد حسمت أمره هذه الدول من وقت مبكر؟ ولا يمكن كبح جماح الغطرسة المتحالفة إلا بقوة مماثلة لقوتها أي روسيا والصين ، ومن غير المتوقع أن تغامرا وتعرضا العالم لحرب عالمية ثالثة ومادامت الجامعة العربية وبعض دول الخليج وتركيا والأردن تقود التحالف الجديد منعاً لإيران من الاقتراب من إسرائيل والتي تحتفظ إحدى هذه الدول الخليجية بعلاقات جيدة مع طهران ولا تمانع أن تكون إسرائيل في أمان من سوريا وإيران و حزب الله.