رغم أن الصمت هو أسهل شيء يمكن للمرء أن يفعله .. إلا أنه يستعصي على الغالبية من البشر وخصوصاً في مجتمعاتنا العربية .. ولا أعني الصمت عن قول الحق والصدع بالرأي وإنما ذلك الصمت الذي يخفي وراءه الهدوء الإيجابي بأرقى معانيه . وللصمت الحسن دلالاته وأهميته الكبيرة في خضم الثرثرة العربية التي لا تجلب سوى المزيد من إثارة الضغائن والأحقاد التي تستشري بجسد الأمة وسلوكها العدواني وتجعل من النفوس شظايا للهرطقات المتوارثة والمتوالدة كأبشع ما يكون . وحين تشعر بهدوءٍ مّا بأحدهم يُخفي وراءه ثورةً صادقة تنبعث إيجاباً في سلوكه العمليّ .. تُدرك ذلك جيداً من خلال نتاجه الفعليّ حرفاً وعملاً واستشرافاً لمستقبلٍ يحتاج للكثير من الفعل والقليل من الكلام .. ذلك أنّ أمّة العرب لا شيء تُجيده كثورات الكلام الفقاعيّ .. وحروب التطيّر .. وفحش القول .. ونوافذ الجدال على مصراعيّ المنازعات المؤرّقة للسموم اليومية . إذن لا شيء أرقى من لغة الصمت الراقي .. ولا شيء أجمل من هدوءٍ يحمل في طياته تسبيحات الألفة .. وحباً إنسانياً خالصاً وتواقاً للغد المرموق الحامل في تفاصيله جدّية التعاطي مع حقيقة الاستخلاف على وجه الأرض . رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=464404346931979&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater