ما حيلة المرء لينجو من الملامة؟ وكيف يمكنه أن يتخلّى عمّا حوله من أحداث في مجتمعه الصغير .. ووطنه الكبير .. ومحيطه الأكبر الوطن العربي .. وتطواف عقله بالمجتمع الدولي بشكل عام ؟ إن الوسائل التكنولوجية الإعلامية الهائلة لم تترك لأحدٍ منا خياراً آخر للهروب من قضايا مجتمعه وما يعتمل بأصقاع الدنيا حتى يتجاوز حينها - على الأقل - مسألة علمه بالأحداث أو التواري في جوف تهميش ما يجري ليجد نفسه محاطاً بكل ما يدور .. وحينها لا يمكنه السكوت لاعتبارات إنسانية وأخلاقية ودينية وسياسية وكل ما تبقّى من روابط الشعور بالآخر. فهذا الرباط الذي أصبح وأمسى وثيقاً .. يتطلّبُ منّا جميعاً أن نُسجّلَ مواقفنا الإيجابيّة أو السلبيّة .. وأن نصدعَ بالحقِّ أو ندور في فلكِ الباطل .. كيفما شاءت لنا ثوابتنا وأخلاقياتنا أو متاهاتنا السائرة في ضلال التبعيّة المقيتة. إذن نحن أمام مكاشفةٍ لا اعتبار للتحايل إزاءها .. وأمام مسئولية تأريخيّة تجاه كل أحداث مجتمعاتنا وأوطاننا الصغيرة والكبيرة .. حتى يمكن للآخر أن يقف معنا ويدافع عن حقوقنا ويتحدث نيابةً عنّا حين يتم إخراس أفواهنا - لا سمح الله - باعتبارنا شعوباً قابلةً للكسر تحت أيّ ضربةٍ من فواجع الزمن. رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=465198413519239&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater