لن تكون هذه التناولة بعيدة عن المناسبة أو الحدث السعيد الذي ينتظره كثيرون من أبناء محافظة (إب) ويترقبونه بلهفة وشوق بالغين، وهم يمنون أنفسهم بأن تعلن الحكومة في إجتماعها القادم بمدينة إب، محافظتهم عاصمة للسياحة اليمنية، أسوة بإعلان الحالمة “تعز” عاصمة للثقافة اليمنية، وعدن عاصمة اقتصادية، ولن نبالغ إن رأينا أنها ستأتي لتتوج سنوات عديدة من الانتظار لتحقق هذه الأمنية الغالية، ولتدشين مرحلة جديدة في تاريخ هذه المحافظة الخضراء. وربما يحل بمناسبتها – وخصوصاً إذا اعتمدت الحكومة في خططها التنموية القادمة برامج تمويل وموازنات خاصة لتحقيق هذه الغاية - كثير من مشاكل التنمية ومشاريعها المتعثرة في هذه المحافظة، ويقلص الفارق الزمني والفجوة الحضارية التي تعيشها المحافظة مقارنة بمثيلاتها من مدن ومحافظات الوطن، علها تلتحق بالركب مع باقي أخواتها من المحافظات والمدن. وأعتقد أن على السلطة المحلية، وكل المخلصين من أبناء محافظة إب خوض غمار التنافس مع باقي المدن اليمنية الأخرى من أجل تأكيد استحقاقها لهذا التتويج بلقب العاصمة السياحية اليمنية عبر إعادة تأهيل القطاع السياحي وتنفيذ كثير من مشاريع الإنعاش السياحي في المدينة، واستقطاب الاستثمارات الوطنية والأجنبية لاستكمال بناء المشاريع السياحية والترفيهية في عاصمة المحافظة وعواصم مديرياتها المختلفة، وعدم الاكتفاء بالتغني بالمؤهلات الطبيعية والتاريخية التي تتوفر في المحافظة والتي لم تستثمر حتى الآن بالطريقة الصحيحة. فمدينة إب وباقي مديريات المحافظة الخضراء تتوفر فيها عديد من المؤهلات الطبيعية والسياحية، التي يندر وجودها في كثير من محافظات الوطن الأخرى، منها على سبيل المثال، لا الحصر: الطبيعة الخضراء الخلابة والمناخٍ المعتدل صيفاً وشتاءً، والآثار التاريخية التي تشهد على تعاقب حضارات وعصور يمنية وإسلامية قديمة، من القلاع والحصون والمساجد، وكثير من المعالم والمزارات السياحية، إضافة إلى مساقط المياه الطبيعية، والجبال، مما يصلح لجميع أنواع السياحة: (الدينية، والطبيعية، والعلاجية، والرياضية، ... وغيرها)، ومما قد لا يتوافر لأغلب المحافظات اليمنية الأخرى، ولكنها تفتقر إلى العدد الكافي من المنشآت السياحية ذات التصنيف العالمي، وينقصها بعض المنشآت الترفيهية والخدمات والبنى التحتية التي تعد من عوامل الجذب السياحي الداخلي والخارجي، يضاف إليها عدم تنفيذ كثير من المخططات العمرانية المتعلقة بالمدينة، وبعواصم المديريات، وسيادة ثقافة شعبية غير واعية بكثير أبجديات التعامل مع السواح والسياحة. وكلها عوامل قد تكون – في حال استمرارها وعدم وضع معالجات سريعة لها - طاردة للسواح وللسياحة وللاستثمارات الداخلية والخارجية في المشاريع السياحية. وكثير من السائحين اليمنيين أو الأجانب قد يرون في محافظة إب – مع عدم إنكارنا تحسن ظروف الإسكان الفندقي وتطور مستوى الخدمات المقدمة في المنشآت السياحية الموجودة والمتزايدة مقارنة بسنواتٍ سابقة - محطة سريعة للمرور إلى محافظاتٍ أخرى، وحتى إن أغرتهم الظروف المناخية بالمكوث أكثر في المدينة، دفعتهم عوامل أخرى إلى المغادرة سريعاً، وهذا الأمر قد يكون دافعاً لنا للبحث عن المقومات التي تتوفر عليها محافظة إب، وسبل الاستفادة منها، وطرق الترويج لها، والتي تجعل المحافظة مهيأة لاستقبال الحدث والاحتفال به بالمستوى اللائق في المهرجان السياحي القادم. وربما تكون المشاريع الخدمية المتعددة ومشاريع البنية التحتية التي نفذت في المحافظة ومديرياتها في إطار احتضان المحافظة لأعياد الوحدة اليمنية المباركة بالعيد السابع عشر، بمثابة قاعدة للانطلاق في إعداد ملفٍ متكاملٍ للإسراع بتأهيل محافظة إب لتصبح بالفعل عاصمة للسياحة اليمنية عن جدارة واستحقاق. وهذا الأمر يحتاج من جهات الاختصاص إعداد دراساتٍ علمية، وبحوثٍ استطلاعية، ونزول فرق ميدانية لمسح وتحديد مواقع الجذب السياحي في محافظة إب، والمناطق التي يجب تهيئتها لهذه الغاية، والخدمات التي يفترض توفيرها في تلك المناطق والمواقع، وتحديد سبل التمويل من أجل الاستفادة منها، وبيان المعوقات التي تقف أمام الاستقطاب السياحي، وسبل المعالجة. وهذه المهمة يفترض أن يتولاها الباحثون والمختصون في جامعة إب، وخاصة في أقسام السياحة والفندقة، والتاريخ، والجغرافيا، بالتعاون مع باقي الباحثين والمختصين والمهتمين في الجامعة وبالتنسيق مع كافة الجهات المعنية في المحافظة وخارجها، على أن يترافق مع كل ذلك عقد الندوات العلمية للتعريف والترويج لمناطق الجذب السياحي في مديريات المحافظة المختلفة، وليكن الموعد المضروب لإنجاز هذا الملف بكافة تفاصيله موسم الاحتفاء بالمهرجان القادم للسياحة في محافظة إب في هذا الصيف، أغسطس 2013م.، وليكن شعارنا: بجهودنا جميعاً ... تغدو الخضراء عاصمة للسياحة اليمنية. رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=466739250031822&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater