سمعت أحد ممثلي العرب في إحدى المسلسلات يخاطب شخصاً آخر كان مظهره رثاً وملابسه غير مهذبة وتخلوا تماماً من النظافة ماذا قال ذلك الممثل لذلك الشخص الذي كان واقفاً أمامه وهو بالطبع من الممثلين أيضاً قال له هذه العبارة وكأنه لا يعرفه: هل أنت جاي من اليمن؟ والمعنى معروف لذلك وهو أن كثير من الأخوة اليمنيين عندما يذهبون إلى خارج البلد للعلاج أو غيره إما لمصر وهم الأغلب أو أي بلدان أخرى يذهبون بملابسهم الرثة كالفوطة والشميز والشمبل وهي في حالة يرثى لها، وإما بقميص قد كسته الأوساخ مثل هؤلاء يسيئون لأنفسهم أولاً ثم يسيئون لبلدهم وعلى مثل هؤلاء أن يعلموا أن النظافة من الإيمان وعليهم أن يتمثلوا الدين في نظافة ملابسهم وأجسامهم وأن يعلموا أيضاً أن التزامهم بقواعد النظافة وخصوصاً عند خروجهم من اليمن إلى بلدان أخرى لأي سبب من الأسباب تكسبهم احترام الآخرين، ولا ندري ما سيضرهم لو لبسوا قميصاً نظيفاً وحسنوا من مظهرهم فهذا لا ينقص منهم شيئاً ولا يخسرون فيه شيئاً أيضاً، وهذه حقيقة وظاهرة نلمسها عند البعض من الأخوة الذين يسافرون إلى خارج البلاد ومن الواجب أن تكون هناك توعية مكثفة لمثل هؤلاء ولابد أن تكون هناك إرشادات بهذا الخصوص من كل الجهات التي لها علاقة بالسفر والجوازات وشركة الطيران للعمل على توعية مثل هؤلاء الناس الذين لا يلتزمون بقواعد النظافة فشركة الطيران قادرة أن ترفق أوراقاً فيها إرشادات مع تذاكر السفر بأهمية نظافة المسافر لأنه في الأخير يسيئ إلينا بل المطلوب منهم لباس متواضع كالقميص مثلاً على أن يكون نظيفاً والمسألة لا تقف عند هذا الحد بل هناك ظواهر سيئة عديدة تترافق مع مسافرينا في قاعات الاستقبال والمغادرة أو الصعود إلى الطائرة صدقوني وهذه حقيقة وليس هناك مبالغة فيها فقبل فترة ليست بالقصيرة وأنا عائد من القاهرة وفي قاعة المغادرة كنت أتحدث مع الدكتور المقحفي وكانت قاعة المغادرة مملؤة بالمسافرين إلى بلدان مختلفة وكانت المذيعة الداخلية تنادي على المسافرين المطلوب صعودهم إلى الطائرة وصدقوني أن المئات من المسافرين على الخطوط المختلفة قد خرجوا من البوابات المخصصة لهم ولم نسمع أي ضجيج قد تسببوا فيه، لقد خرجوا بكل هدوء وانتظام وما إن نادت المذيعة الداخلية للمطار على المسافرين على الخطوط الجوية اليمنية حتى تدافع الأخوة وكل يريد أن يسبق الآخر للصعود إلى الطائرة وكأن الطائرة ستذهب عليهم المهم أنه قد خرج المئات من قبلنا ولم نسمع أي حركة أو ضجيج عنهم، أما نحن لفتنا انظار من كان في قاعة المغادرة وأصبحاً الكثير ينظرون إلينا بكل ازدراء وأمام هذه الظاهرة السيئة ما كان من الدكتور المقحفي رحمه الله إلاَّ أن قال إن هذه الظاهرة تعكس حياتنا في الداخل وإزاء هذه الظواهر السيئة التي لا تسر أحداً منا يجب أن يكون هناك وقفة ومراجعة للعمل على القضاء عليها أو الحد منها من خلال حملة توعية منظمة من خلال الجوازات وشركة الطيران مساهمة منهم في درء الصورة التي علقت بنا من الغير ولابد من أي مسافر إلى خارج البلاد سواءً كان للعلاج أو للسياحة أو الدراسة أو عبر مهمات رسمية أن يكون سفيراً لليمن من خلال إظهار السلوك الحضاري الذي يعكس احترام الآخرين لنا، صدقوني إن الكثير منا قد أساء إلى سمعتنا من خلال بعض التصرفات البعيدة عن سلوكنا وأخلاقنا وعلينا جميعاً أن نستفيد من الشعوب الأخرى المتطورة التي أكتسبت قدراً كبيراً من الوعي والإدراك بأهمية النظافة والسلوك التي أكسبها احترام الآخرين. رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=467640799941667&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater