الشعوب العربية تخلع القبعات، بل ترمي بالعمائم و(الكوافي) و(الغتر) و(العقالات) كلها تحية لغزة وتحت اقدامها العزيزة.. العواصم العربية والاسلامية والعالم الحر يقف إجلالاً واحتراماً لغزة.. غزة الطفل والعجوز والرجل والمرأة والتراب والمباني والشوارع المضروبة. منارات مساجد القاهرة وصنعاء والحجاز وبغداد واسطنبول وكل منارات الله أكبر تحيي غزة وشهداء غزة.. كنائس بيت لحم تدق أجراسها فرحاً بالصمود ورفع الاذلال.. المسجد الأموي نهض بجروحه بتسابيحه وأناشيد الشام طرباً بما جرى، مستبشراً بانتصار قريب وإعادة الاعتبار لتاريخ الحرية في عاصمة عمر بن عبد العزيز. لحظة فارقة تستعيد فيها مصر حياتها رويداً رويداً ويصطف الاحرار رغم تكدس ركام الاذلال.. تبدو الحياة أعلى وأغلى وأقوى من الموت الذي فرض على العرب بواسطة حكام رضعوا النذالة برضاعة تقديس الفرد على حساب كرامة وشرف الامة. لثورة الربيع العربي دور فيما جرى في غزة، وهذا يعني ان تستمر الثورة ويترسخ الوعي العربي لأن المؤامرات ستعود لتنصب على الشعوب الثائرة لإجهاض الثورات الشعبية وزراعة الفتن المزهقة لروح الشعوب.. فهي الضامن الوحيد للانتصار الكبير. الهزيمة وصلت الى كل بيت إسرائيلي لأنهم تعودوا على القوة التي لاتقهر. مراسل الجزيرة قال أمس إن الصهاينة أبلغوه ليقول للعالم إن نتنياهو لن يكون رئيساً لإسرائيل. لقد توهموا أن المقاومة فرد وفرحوا باستشهاد القائد الجعبري ونسوا أن روح الأبطال والشهداء قد تقمصت كل أبناء غزة، كل فلسطين، كل الأطفال والأمهات وأصبحت كل غزة عز الدين القسام وأحمد ياسين وياسر عرفات والجعبري وصيام والشقاقي وأبو جهاد.. الوحدة الوطنية استعادت روحها.. فلسطين انتصرت على العدو رغم فارق القوة على الصهاينة والعالم الظالم.. لكن هل ستنتصر على نفسها وخلافاتها.. هذا هو التحدي الحضاري، انه الانتصار على النفس، انه الجهاد الأكبر. تحية لغزة تحية لمصر تحية لتركيا ولقطر ولكل الدول التي سافرت الى غزة تحت القصف ووضعت بصماتها هناك، تحية لإيران في غزة.. وللأسف تباً لها في سوريا واليمن. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=467634413275639&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater