شكر قادة المقاومة الفلسطينية كل من ساعدهم بالأسلحة التي بها صمدوا بوجه العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استمر ثمانية أيام، بل لقد تمكنت المقاومة على اختلاف تشكيلاتها من الضرب في العمق الإسرائيلي بالصواريخ المتعددة الأنواع والقدرات، ووصلت إلى تل أبيب والقدس وأشكول على بعد ثمانين كيلومتراً.. وذكروا بأن من هذه الصواريخ ما هو مصنوع في إيران والأخرى مثل صواريخ جراد ومدافع الهاون التي يصل مداها أكثر من أربعين كيلومتراً اشترتها إيران وأرسلتها إليهم بواسطة أطراف لم يسمّها المتحدث باسم سرايا القدس ولا رئيس وزراء حكومة غزة إسماعيل هنية منذ انتهاء العدوان السابق على غزة في أواخر عام 2008م وبداية عام 2009م، واستمر أكثر من شهر، استخدمت فيه إسرائيل صواريخ كروز توماهوك مزودة برؤوس تخترق طبقة الإسمنت المسلح التي يصل عمقها إلى أكثر من متر ونصف، ثم تتفجر القذائف الخارقة والانشطارية والنارية في وقت واحد كما رأينا في ملجأ العامرية ببغداد عام 90 وقتل المئات من العراقيين خاصة النساء والأطفال والشيوخ وذابت لحومهم وتحولت إلى ما يشبه الطلاء في جدران الملجأ الداخلية.. والإسرائيليون الذين تصل إليهم أحدث الأسلحة الأمريكية قبل أن يعرفها الجيش الأمريكي نفسه استخدموها في العدوان السابق وفي هذا العدوان، آخذين في الحسبان سعي المقاومة الفلسطينية هذا بالاعتبار؛ فشنوا الغارات المكثفة بواقع خمسين طائرة حربية في كل غارة ومثلها في العدد طائرات الهيلوكوبتر المسلحة والطائرات بدون طيار، وكانوا متأكدين من أول غارة وجهت للقيادات والمراكز الأمنية والمنشآت الحيوية بأنهم قد دمروا البنية التحتية للمقاومة حسب بيانهم الأول.. إلا أنهم وحلفاؤهم فوجئوا بعشرات الصواريخ الفلسطينية تشق طريقها إلى البلدات والمستوطنات والمدن والمواقع العسكرية بين الطائرات التي تكاد تغطي السماء والصواريخ الباتريوت الأمريكية المصممة لاعتراض وتدمير الصواريخ الفلسطينية، وبدأ الإسرائيليون قيادة وجيشاً وشعباً ومخابرات يقلقون أكثر من أي وقت مضى؛ خوفاً من ظهور أسلحة فلسطينية أكثر وأمضى مما عرفوه خلال الثمانية الأيام، ومن تدهور الحالة النفسية لليهود المعروفين بالجبن وحب الحياة الصاخبة، وبدأ كل من بنيامين نتن ياهو رئيس الوزراء وايهود باراك وزير الدفاع وافيجدور ليبرمان وزير الخارجية يشعرون بالخوف من الهزيمة، لذلك فقد رحبوا بالهدنة، وامتثلوا لشروط المقاومة لأول مرة، وهذا هو الانتصار الذي يعود الفضل فيه إلى الله ثم إلى رجال المقاومة وشعب غزة، وإلى الذين مدوهم بالسلاح بصورة مباشرة وغير مباشرة..!