مما لاشك فيه ان الحوار الوطني هو الوسيلة الأمثل للخروج بالوطن من وضعه الراهن المليء بالمحن والتي بات من الصعب ايجاد الحلول المناسبة والناجحة لها ,والطريق الى الحوار تعني وبكل وضوح نبذ العنف وتآلف القلوب لتصب خالية تماما من البغضاء والأحقاد, ولا أعتقد أن ثمة قوى وأطرافاً سياسية لاتعي ذلك .أي إن الجميع أصبح يدرك تماما النتائج التي يمكن للحوار الوطني الخروج بها .,ومع ذلك مايزال هناك من يسعى جاهدا لإفساد الطريق أمام هذه العملية والتي أضحت الخيار الوحيد لكل اليمنيين لكي يتحولوا بوطنهم الى سماء صافية ولكن كيف والصخور الصلبة تعترض هذه الطريق؟.بالأمس القريب كنا نداوي جراح الحراك الجنوبي كأحد أطراف الحوار بعد أن كان قد تعرض لسيل من الهجمات اللاذعة تمثلت بتهديدات شديدة القسوة مما جعلنا جميعا نخشى رفضه التام الجلوس أمام طاولة الحوار ,واليوم ها هو أحد الأطراف الأخرى والمعنية بالحوار تتعرض لهجمات استفزازية خلفت أعدادا من القتلى والجرحى ولعل هذه النقاط تقودنا الى ما نود الولوج اليه ، وهو الصخور الصلبة التي تضعها أيادي الشر ليكون من المحتمل ان تجعل طريق الحوار تبدو هشة للبتة ,وقد يصبح من الممكن عندما تكثر العراقيل وسط طريق يقف الجميع من أبناء الشعب على جانبيها في انتظار موكب القوى السياسية وهي تتجه نحو مؤتمر الحوار الوطني وقد اختلطت جميعها مع بعض تملأ وجوههم الابتسامات العريضة وتستند الاكتاف كل إلى الآخر وتشابكت الأيادي ، ان يتحول ذلك الحوار الى لغة اخرى هي (البندقية),وتعود سفينة الوطن للتيه من جديد وسط امواج البحر المتلاطمة والتي كان الخروج منها حلما ظل يراود كافة أبناء الشعب اليمني الواحد,ولعل من اهم المتسببين في ابقاء طريق الحوار خالية لتكون عرضة لوضع العراقيل امام كل من يحاول السير فيها هو التوسع المتفاقم ومن نوع طويل المدى الذي يشهده تأجيل الحوار.حتما سيقول أعضاء اللجنة إنهم مستمرون في العمل المتواصل والدءوب ما بين أطراف تستعد واخرى هي بحاجة الى حوار ثانوي قبل الحوار الرئيسي .خصوصا وان البعض منها قد وجدت الفرصة في وضع الشروط التعجيزية - ومع أن المخاوف تزداد يوما بعد آخر إزاء هذا التأخير إلا أن ما يتوجب فعله من قبل اللجنة المكلفة هو الاعلان الصريح عن الأطراف المتسببة في عرقلة مسيرة الحوار الوطني كي يتسنى لأبناء الشعب التعرف عن قرب لمن يسعون إلى بقاء الوطن عائما وسط نهر من الصراعات الضيقة والتي هيهات أن يرى النور من ثقوبها.