عندما نسألهم لماذا لا تستفيدون من الكفاءات وخاصة النساء؟ يكون ردهم: إن عليكن تحريك ال 51 % من النساء وإنهن سيصنعن الكثير.. هذه هي رؤى سياسيينا خوفاً على كعكتهم فهم كالطفل المدلل لا يرضى بتقاسم أحد لشيء معه!!. عجيب لهذا الرد المبطن المُعد والمحضر.. حسناً أنحتاج الآن لفصلٍ كامل في الرؤى والأفكار والخطط لقضايا المرأة ، أي إن هذا الحزب لا يمثل قضايا المرأة وهي عضوة فيه...إذ هم معشر السياسيين يمثلون فئة وكيف إذا جاء آخرون رجال وقالوا لهم لا تمثلونا و لا تنفعونا إذن ما تبقى لهذا السياسي ومن يمثل ؟ آخر أكاديمي عندما دار الحوار في إحدى الندوات عن مشاركة المرأة في العمل القيادي الجامعي وقال بحقد: ها يكفي أنهن من الأوائل ولديه ألقاب علمية ودرجات علمية عليا و تكرر السؤال له عن مشاركتها في القيادة وإدارة العمل ، تغير وجهه وكأن كرسي السلطة الأكاديمية سيخرج منه. إنه الإيثار المبطن ظاهراً أنه ضد المرأة وفي الحقيقة ضد الجميع ..كل من يحاول سحب الكرسي، إنها نزعة التملك. 22عاماً من الحق في التعبير و احترام الرأي والرأي الآخر والتعددية السياسية والحزبية وتقلبات الدستور وآخرها النساء شقائق الرجال ويفهمها كل واحد كما يشاء وعلى طريقة ما نسمعه في برنامج ما يطلبه المستمعون /المشاهدون ، ما زالت التسمية شقيقة أحمد وأم محمد وخالة سعيد.. هكذا التهميش يتوالى متجاهلين ناحية دينية إن الإنسان عندما يبعث يوم القيامة سيأتي باسم أمه وكناية لما كرم الإسلام به الأم يقال ستأتي كما ولدتك أمك وإذا بنا نستنكف تسمية المرأة باسمها (فاطمة ،سعاد....)ومن ثم نستنكف تواجدها في مواقع صنع القرار، وإذا بهم لا يجدون غضاضة في أنهم يتمنون التقرب من وزيرة الخارجية الأمريكية أو مفوضة الاتحاد الأوروبي أما إن فكرت يمنية في الترشح أو المتابعة لأي وظيفة فالويل لها لهذه الجرأة متجاهلين حقها ، فكفاءتها وحاجة الوطن لها خاصة إذا ما كانت قادرة ومستحقة ولعل رفض ذلك أمام المرأة إنما يقصد منع أي شخص واع عن القرب أو التفكير في الترشح لأي موقع حتى يحمل أولئك ذلك الموقع تداولاً خاصاً وتوريثاً في الكثير من مفاصل الدولة، ترى كيف يمكن أن نزيح كابوس التسلط وكيف يفهم الجميع بما فيهم مكونات التعددية السياسية والحزبية أن دور وحجم العنصر النسائي لا ينبغي النظر إليه مجرد كتلة بشرية للتصويت بل هي تحتاج لدور واستهداف تنموي لتسهم من ثم في استمرار دوران عجلة التنمية بما فيه تواجدها في مواقع صنع القرار.. وليس صحيحاً أن يفكر بعض السياسيين والاكاديميين بتحجيم دورها وتصحيح أن لقبها العلمي ليس لكسب المال بل لإسهامها من موقعها في تعزيز التعليم والبحث العلمي بل وقيادته بحسب قدرتها ،وينبغي ألا ينظر البعض أن حصرها لمستويات علمية متقدمة إنما هو فخر للوطن وبقدر ماهو إضافة نبوغ لنبوغ لربما سبقه وبحكم الواقع لأخيها الرجل، ولا بأس من تواجدها ومشاركتها العلمية لخدمة الوطن.. كما ينبغي على السياسيين أن يستوعبوا مستجدات الواقع وأن يقبلوا الآخر رجلاً أم امرأة وألا يحتكروا ويسقطوا أفكار المنع والإقصاء فنحن في زمن يتسم بالشفافية والوصول السريع للمعلومة بما فيها أساليب المنع والعرقلة ومثلما هناك عيون تلفزيونية تراقب الأماكن العامة فهناك عيون مماثلة عند البشر يراقبون سير الأداء بما فيه المنع والإقصاء.. لذا لا غرابة من حالات الرفض والمقاومة والثورة وما الربيع العربي إلا نموذج وحتى لأنصار الربيع كادر نسوي يحتضن اليمن بكفاءاتها النسوية ،فعلى أقطاب العملية السياسية والحزبية التنبه لذلك والخروج من قوقعة الحشود النسوية وراء هذا وذاك، فبلقيس وأروى وغيرهما قادمات لا محالة فرحبوا بهن واتيحوا لهن مكانهن المناسب وليتنافس المتنافسون وكفانا تهميشاً ليس ضد المرأة.. بل حتى الرجل الكفوء الذي يحارب ،لماذا؟ لأنه لم يأتِ من مرجعية التقاسم والتوريث ،بل الكفاءة والخبرة. رابط المقال على الفيس بوك