شيخ حوثي يعلنها صراحة: النهاية تقترب واحتقان شعبي واسع ضد الجماعة بمناطق سيطرتها    الحوثيون يزرعون الموت في مضيق باب المندب: قوارب صيد مفخخة تهدد الملاحة الدولية!    أرسنال يفوز من جديد.. الكرة في ملعب مان سيتي    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    مارب.. تكريم 51 حافظاً مجازاً بالسند المتصل    الحوثيون يلفظون أنفاسهم الأخيرة: 372 قتيلاً خلال 4 أشهر    مأرب تغرق في الظلام ل 20 ساعة بسبب عطل فني في محطة مأرب الغازية    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يفوز على مايوركا ويقلص الفارق مع برشلونة    " محافظ شبوة السابق "بن عديو" يدقّ ناقوس الخطر: اليمن على شفير الهاوية "    رسالة حوثية نارية لدولة عربية: صاروخ حوثي يسقط في دولة عربية و يهدد بجر المنطقة إلى حرب جديدة    مقرب من الحوثيين : الأحداث في اليمن تمهيد لمواقف أكبر واكثر تأثيرا    ريال مدريد يسيطر على إسبانيا... وجيرونا يكتب ملحمة تاريخية تُطيح ببرشلونة وتُرسله إلى الدوري الأوروبي!    17 مليون شخص يواجهون حالة انعدام الأمن الغذائي باليمن.. النقد الدولي يحذر من آثار الهجمات البحرية    تكريم مشروع مسام في مقر الأمم المتحدة بجنيف    الرسائل السياسية والعسكرية التي وجهها الزُبيدي في ذكرى إعلان عدن التاريخي    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    آرسنال يفوز على بورنموث.. ويتمسك بصدارة البريميرليج    #سقطرى ليست طبيعة خلابة وطيور نادرة.. بل 200 ألف كيلومتر حقول نفط    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    الرئيس الزبيدي: نلتزم بالتفاوض لحل قضية الجنوب ولا نغفل خيارات أخرى    الحوثيون يستعدون لحرب طويلة الأمد ببنية عسكرية تحت الأرض    معاداة للإنسانية !    من يسمع ليس كمن يرى مميز    مكتب الأوقاف بمأرب يكرم 51 حافظاً وحافظة للقران من المجازين بالسند    نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين تصدر بيانا مهما في اليوم العالمي لحرية الصحافة (3 مايو)    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و654 منذ 7 أكتوبر    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    من هي المصرية "نعمت شفيق" التي أشعلت انتفاضة الغضب في 67 بجامعة أمريكية؟    أول مسؤول جنوبي يضحي بمنصبه مقابل مصلحة مواطنيه    بدء دورة للمدربين في لعبة كرة السلة بوادي وصحراء حضرموت    أبطال المغرب يعلنون التحدي: ألقاب بطولة المقاتلين المحترفين لنا    الرئيس العليمي يوجه بالتدخل العاجل للتخفيف من آثار المتغير المناخي في المهرة    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    منظمة: الصحافة باليمن تمر بمرحلة حرجة والصحفيون يعملون في ظروف بالغة الخطورة    وفاة فتاة وأمها وإصابة فتيات أخرى في حادث مروري بشع في صنعاء    اسقاط اسماء الطلاب الأوائل باختبار القبول في كلية الطب بجامعة صنعاء لصالح ابناء السلالة (أسماء)    المخا الشرعية تُكرم عمّال النظافة بشرف و وإب الحوثية تُهينهم بفعل صادم!    تن هاغ يعترف بمحاولةا التعاقد مع هاري كاين    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    الهلال السعودي يهزم التعاون ويقترب من ملامسة لقب الدوري    معركة مع النيران: إخماد حريق ضخم في قاعة افراح بمدينة عدن    تتقدمهم قيادات الحزب.. حشود غفيرة تشيع جثمان أمين إصلاح وادي حضرموت باشغيوان    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    الوزير البكري يعزي الاعلامي الكبير رائد عابد في وفاة والده    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    الخميني والتصوف    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دراسة : انطلاق المرأة اليمنية تزامن مع تولي علي عبدالله صالح لمقاليد الحكم
يمثلن 55% من قيادات جمعيات ومنظمات المجتمع المدني
نشر في 26 سبتمبر يوم 20 - 05 - 2007

قالت دراسة حديثة ان المرأة اليمنية حققت تق دما وتوجدا كبيرين في مختلف المجالات في اليمن وان انطلاق المرأة اليمنية تزامن مع تولي فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لمقاليد الحكم في اليمن , وأشارت الدراسة التي اعدتها الدكتورة ابتهاج الكمال رئيسة منتدى القيادات النسوية ان المراة اليمنية استطاعت ان تتواجد في كافة المجالات المختلفة رغم العراقيل المجتمعية , وذكرت ان المراة في اليمن تمثل حوالي 55% من الموظفين القياديين في الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني من النساء
وجاء في الدراسة إن أول انطلاقة للمرأة اليمينية تزامن مع أنطلاقة عهد الرئيس على عبدالله صالح في 17 يوليو 1978م وان رؤية الرئيس لكل القضايا التي كانت تعترض مسيرة الدولة اليمنية – بما فيها قضية المرأة – كانت تنطلق من نظرة شاملة لحتمية الإستقرار الأمني الوطني كشرط للتنمية والبناء والتطور.
وجاء في الدراسة إن رئيس الجمهورية وجة في سبتمبر 1978م - بعد شهرين فقط من إنتخابة رئيساً - بفتح صفوف محو الأمية للنساء في جميع أنحاء الجمهورية وتشجيع تعليم الإناث، إلا أن هذه التوجيهات لم تأخذ أفقها الفاعل إلا في عام 1980م بسبب التحديات الأمنية التي كانت تواجهها اليمن أنذاك.
26سبتمبرنت تعيد نشر نص الدراسة :
مستقبل المرأة في ظل دولة الوحدة
مقدمه :
ان المشاركة السياسية تعتبر واحدة من أهم المؤشرات والدلالات على تنمية أي مجتمع وتطورة ، فلا يمكن الحديث عن التنمية دون الحديث عن المشاركة السياسية، كما لا يمكن الحديث عن التنمية دون التعرض لدور المرأة في هذه التنمية، وسعيها للمشاركة ضمن خطط ومشروعات التنمية.
كما أن تقرير التنمية الصادر عام 1990 ركز على البعد الإنساني اذ جعل من الفرد مستفيداً من عملية التنمية ومشاركاً فيها وصانعاً لها، وبالتالي فإنها تتطلب المشاركة الايجابية لجميع أفراد المجتمع لاسيما المرأة على قدم المساواة مع الرجل، وعليه فإن درجة مشاركة المرأة وفاعليتها تنعكس إيجاباً في السياسات التنموية، مع ضرورة التأكيد على أن أية محاولة لفهم ودراسة التغير الاجتماعي لا يمكن عزلها عن دور المرأة .. باعتبارها تمثل أكثر من نصف المجتمع.
وفي مجتمعنا اليمني حيث يتسم بالمحافظة و سطوة العادات والتقاليد و هيمنة مجتمع ذكوري يستأثر بالنصيب الأكبر في جوانب الحياة المختلفة، يتوقع من النساء أن تبذل جهوداً مضاعفة من أجل إدماجها في عملية صنع القرار، وفي هذا المجال يجب التذكير بأن التغيرات السياسية التي مرت على مجتمعنا اليمني أتاحت للنساء –
في ظل ظروف كثيرة – فرصة تاريخية من أجل تطوير أوضاعهن إيجاباً، من خلال الانخراط في العمل النضالي والجماهيري.
ففي فترة الاستعمار البريطاني على سبيل المثال استطاعت النساء اليمنيات المشاركه في العملية النضالية ضد الاحتلال البريطاني في الجنوب ومساندة أخيها الرجل في الوقوف ضد حكم الائمة في الشمال الا أن حجم مشاركتها على صعيد مستويات صنع القرار تكاد تكون معدومة ولا تتناسب مع حجم مشاركتها وتضحياتها، وينسحب هذا الأمر على مشاركة المرأة ليس فقط على مستوى المؤسسات الرسمية والسلطة التنفيذية وإنما أيضا على المستويات القيادية في المنظمات والأحزاب وأن كانت بعض الاحزاب قد أعتمدت القائمة النسبية في اختيار قيادتها في الآونة الاخيرة كما انهن فرض أنفسهن بقوة في منظمات المجتمع المدنى والجمعيات الخيرية التي ساهمت بشكل أو بآخر في تأسيس المجتمع.
تهدف الدراسة الى البحث بفاعلية المشاركة السياسية للمرأة اليمنية ومدى قدرتها على التغيير المجتمعي من خلال هذه المشاركة مع محاوله طرح الأسباب التي تحول دون تحقيق ذلك،
أولاً: المؤشرات الأولى للمشاركة السياسية للمرأة اليمينية :
( مدخل تاريخي ):
منذ القدم والمرأة اليمنية أثبتت وجودها على كل المستويات فالحضارة اليمنية القديمة تشهد مشاركتها في الحياة السياسية ووصولها إلى مواقع القرار بل واشتراكها في صنع القرار ومنها تولي رئاسة الدولة كالملكة بلقيس (ملكة سبأ) كما أن السيدة أروى بنت أحمد حكمت اليمن في ظل الإسلام وأقامت شرع الله وكانت داعية إسلامية تمتلك شخصية قوية ولقد جمعت الملكة أروى بين العقل والهمة و حكمت اليمن خمسة وخمسين عاماً وتولت الولاية العامة حيث سكت النقود بأسمها وكان يدعو لها بالمساجد .
ومن هذا التاريخ العريق استمدت المرأة اليمنية شجاعتها وأثبتت جدارتها لتواصل مسيرة هذا التاريخ فمنذ نهاية القرن الماضي والمرأة اليمنية تشارك في معركة المطالبة بحقوقها عبر تشكيلات مختلفة، بدأتها بالجمعيات التعاونية والاتحاد الزراعي وإتحاد العمال ، وغيرها من الجمعيات التي شكلت النواة الأولى لانطلاقة المرأة اليمنية نحو الاندماج في قضايا مجتمعها .. الحياتية ..
بدأت الحركة النسوية في جنوب الوطن منذ ثورة 1963م بدأتها الجمعية العدنية برئاسة رقية "أم صلاح"، واختصت بالعمل الخيري لتعليم الخياطة والأشغال اليدوية تلتها جمعية المرأة العربية برئاسة رضية إحسان الله وقد عملت الجمعية في العمل السياسي وقمن بتوزيع المنشورات ضد الاحتلال الانجليزي وكذلك إخفاء الثوار من الإنجليز كما عملن في محو أمية وتدريبهن وتعليمهن في مجال الخدمات الصحية والاجتماعية، وواصلن العمل الوطني حتى نال الجنوب استقلاله في الثلاثين من نوفمبر 1967م).
فقد تأسس أول اتحاد نسائي في عام 1968م في الشطر الجنوبي من الوطن وسمي بالاتحاد العام لنساء اليمن ترأسه السيدة عايدة علي سعيد تم توسع ً في عدن إلى لحج وأبين، نتيجة لمطالبة المحافظات بفتح فروع للاتحاد، فعقد المؤتمر الأول في سيئون عام 1974م، وتأسست قيادة جديدة وتم وضع دراسة شاملة لإقامة اتحاد مركزي يضم كافة المحافظات، فتأسس ذلك برئاسة عيشة محسن.
أما في شطر الشمالي من اليمن فقد تأسست أول منظمة شعبية مدنية عام 1958م، في معهد التمريض برئاسة السيده عاتكة الشامي، ثم افتتاح مركزاً لمحو الأمية وتعليم المرأة المهارات اليدوية والصحية، وفي 1965م تحول اسم المركز الى جمعية المرأة اليمنية، وتم اختيار فاطمة أبو بكر العولقي رئيسة لها.
وفي عام 1965 تم تشكيل مؤسسة أخرى برئاسة أم الشهيد عبدالله اللقية، وبسبب الحرب الأهلية بين الملكيين والجمهوريين عام 1967م أسست حورية المؤيد، وفتحية الجرافي جمعية المرأة اليمنية، وكان لها دور كبير في التوعية بأهمية الثورة والحفاظ على النظام الجمهوري، وضرورة تعليم الإناث، كما جرت انتخابات ديمقراطية في الجمعية عام 1984م،واختيرت عاتكة الشامي-رئيسة للجمعة- والتي تم دمجها مع بقية المحافظات لتكون نواة لاتحاد نسائي في المحافظات الشمالية، وعند قيام الوحدة انضم الاتحادين في اتحاد واحد كانت ترأسه عايدة علي سعيد .
وفي ظل عمل المرأة في المنظمات الجماهيرية ومشاركتهن في العملية السياسية لتتبلور فيما بعد في الجانب التشريعي عام 1980 ، حيث أصدر رئيس الجمهورية تعديلاً دستورياً أعطى فيه للمرأة اليمنية حق الأقتراع والترشيح ضمن إنتخابات مجالس التطوير التعاوني أو أية أنتخابات تشهدها ( الجمهورية العربية اليمنية) .
وتذكر المصادر أن أول انطلاقة للمرأة اليمينة تزامنت مع أنطلاقة عهد الرئيس على عبدالله صالح ( 17 يوليو 1978) ، إذ أن رؤية الرئيس لكل القضايا التي كانت تعترض مسيرة الدولة اليمنية – بما فيها قضية المرأة – كانت تنطلق من نظرة شاملة لحتمية الإستقرار الأمني الوطني كشرط كل تنمية وبناء وتطور.
وطبقاً لتلك الرؤية التي تعاملت مع قضية المرأة باتجاهين: أولهما تعليم المرأة ، ونشر الوعي الثقافي في أوساط النساء ، وثانيهما – تشريع القوانين الضامنة لحقوقها الكافلة لحرياته . فقد وجة فخامته في سبتمبر 1978م ( بعد شهرين فقط من إنتخابة رئيساً ) بفتح صفوف محو الأمية للنساء في جميع أنحاء الجمهورية وتشجيع تعليم الإناث، إلا أن هذه التوجيهات لم تأخذ أفقها الفاعل إلا في عام 1980م بسبب التحديات الأمنية التي كانت تواجهها اليمن الشمالية أنذاك.
خلال الفترة من 82 وحتى 1991، نشطت المؤسسات النسائية الخيرية كدور الأيتام ومراكز المسنين وغيرها من مراكزاعداد المرأة وتأهيلها مهنياً، لتتوج نضالات المرأة في هذه الفترة بانتخابات واعادة هيكلة اتحاد نساء اليمن عام 2003 ليكون تنظيماً شعبياً نسائياً يضطلع بدوره الاجتماعي والسياسي بين صفوف النساء .
تعددت أشكال ممارسة المرأة لحقوقها السياسية ويجب ان يتم دراستها من جميع جوانبها المختلفة:
1. مشاركته المرأة في الانتخابات النيابية والمحلية:
• الانتخابات النيابية:
سجلت المرأة اليمنية في العملية السياسية الناشئة نسبة متفوقة وخصوصا ما لوحظ من ارتفاع نسبة وجودها في سجلات قيد الناخبين الذي كان 15% سنة 1993وارتفع 51 % في سنة 2003 وصل إلى 42% 2006 من عدد من يحق لهم المشاركة في الإقتراع.
تراوحت نسبة تمثيل النساء فى المجلس النيابية 0.33%اذ ماتشغله الآن مقعدا من 301 مقعدا بمجلس النواب في الدورة النيابية الاخيرة 2003 وهذة فازت من مجموع 11 امرأة ترشحن لخوض الانتخابات.بالرغم من ان الانتخابات النيابية الأولى التي جرت بعد توحيد اليمن، وتحديداً في عام 1993، نجحت امرأتان في الوصول إلى البرلمان من أصل 48 ترشحن لهذه الانتخابات. وفي المرة الثانية عام 1997نجحت اثنتان من أصل 23 امرأة مرشحة.
• انتخابات المجالس المحلية:
إذا كان ثمة اعتبار لأهمية انتخاب ثم تمثيل النساء في المجلس النيابي او تواجدها ضمن مجاس الشورى مستمداً من مشاركتها في تشكيل السياسات العامة والتشريعات فإن هذه الأهمية تتضاعف بالنسبة للمجالس المحلية التي ستتيح الفرصة لتطبيق تلك السياسات والتشريعات وتحويلها إلى واقع ملموس.
ومن هنا تبرز أهمية وجود النساء في مثل هذه المجالس، حيث تمكنهن من الاقتراب فعلياً من الواقع وخلق حالة تواصل يومي وطبيعي مع المجتمع، مما سيكون له آثار ايجابية لصالح الحركة النسوية ومنها تقبل وجود النساء في الحياة العامة وخلق حوار مجتمعي قائم على مبدأ المشاركة من كلا الطرفين، يساعد في تشكيل نسيج مجتمعي يدمج النساء على أساس كفاءتهن وقدراتهن وكذلك تمكينهن من فرض رؤيتهن النسوية للقضايا التي يتعرضن لها، وذلك من خلال القنوات الشرعية المتاحة.. حالياً ونتيجة لاخر انتخابات محلية بلغ عدد النساء المرشحات للانتخابات المحلية 168 إمرأة فقط ، من بين إجمالي 19 ألف و223 مرشحا يتنافسون على حوالي ستة آلاف مقعد. علما بأنه كان عدد النساء المرشحات للانتخابات 35 امرأة وقد ارتفعت خلال يوم واحد الى 168 نتيجة لمسيرة سلمية لناشطات سياسيات قبيل اغلاق باب الترشيح ونتيجة لوعود القيادة السياسية في دعم للمرشحات من مختلف القوى والأحزاب السياسية والمستقلات وأمر رئيس الجمهورية حزبه بسحب مرشحيه من الدوائر التي تترشح فيها النساء.
في انتخابات المجالس المحلية 2001م ترتفع نسبة التمثيل فيها قليلا فقد حققت المرأة نجاح امرتفعاً بفوزها ب 26 مقعداً في مجالس المحافظات والمديريات اما في انتخابات المجالس المحلية 2006م فقد حققت المرأة 35 مقعدا من بين 3053 عضواً في مجالس الحكم المحلي أي بنسبة 0.5% فقط، وهي نسبة لا تذكر أمام سيطرة الرجال على هذه المجالس التي تستمد أهميتها من الدور المباشر الذي تلعبه في التعليم والصحة وبرامج الخدمات الاجتماعية.
ويعد فوز نساء في أي انتخابات إنجازاً كبيراً للحركة النسوية مهما كانت نسبته وعدم موازاته للطموحات وامال النساء اليمنيات ، إذ جاء دليلاً على الوعي النسوي المتنامي بأهمية وجودهن في مراكز صنع القرار ومن ثم بلورة أهداف ورؤى واضحة وجديدة متوافقة مع المتغيرات الجديدة للحركة النسوية، ويمكن إسناد أسباب ضعف التمثيل النسوي في هذه الانتخابات إلى طبيعة النظام الانتخابي، سيادة التوجهات الذكورية للمجتمع ، التمييز ضد المرأة، سطوة العادات والتقاليدالا ان كان حق الأقتراع والترشيح لم يأتي نتيجة نضال الحركة النسوية بل جاء بقرار من قيادة الدولة عام 1980 ، حيث أصدر رئيس الجمهورية تعديلاً دستورياً أعطى فيه للمرأة اليمنية حق الأقتراع والترشيح ضمن إنتخابات مجالس التطوير التعاوني أو أية أنتخابات تشهدها ( الجمهورية العربية اليمنية) والذي اعتبر في ذلك الوقت سابقا لاوانه .
2. مشاركة المرأة في المؤسسات السياسية الرسمية والغير رسمية:
أ - المؤسسات السياسية الرسمية:
لا يمكن استبعاد الحديث عن وضعية المرأة اليمنية في هذه المؤسسة حيث يمكن من خلالها تفسير كثير من السلوكيات المتبعة تجاه المرأة اليمنية حالياً .. إذ لا يمكن فصل الواقع عن الماضي .. كما لا يمكن القفز عن مراحل أثرت في تشكيل هذا الواقع بسلبياته وإيجابياته، وعليه فإننا نؤكد هنا على أن وضعية المرأة الحالية بما فيها من اخفاقات ليست ابنة هذا الواقع، رغم أهميته الكبرى في إضافة ملامح أخرى أكثر تعقيداً وتشابكاً إذ تدنت نسبة النساء في مناصبها العليا القريبة من صنع القرار، فيما ارتفعت مشاركتها في المراكز الأقل أهمية ، بالنسبة لثمتيلها في المراكز القيادية.
• المرأة وزيرة:-
حتى مطلع هذا القرن لم يكون هناك اي وزيرة وفي ابريل عام 2001 عينت الدكتورة وهيبة فارع وزيرة دولة لحقوق الانسان لتصبح أول وزيرة تشهدها اليمن ولأول وزراة حقوق إنسان ثم السيدة امة العليم السوسوة وزيرة حقوق انسان ، وفي مارس 2006 شاركت سيدتين ضمن التعديل الحكومي كانت هما الدكتورة امة الرزاق علي حمد ( وزيرة الشؤون الاجتماعية)، والدكتورة خديجة الهيصمي ( وزيرة حقوق الانسان )، وفي آخر تشكيل حكومي ابريل 2007 كانت هناك وزيرتان فقط من 35 وزيراً، أي بنسبة 5.7%، هما الدكتورة امة الرزاق علي حمد (وزيرة الشؤون الاجتماعية)، والدكتورة هدى البان ( وزيرة حقوق الانسان )، وهما وزارتان ارتبطتا تقليدياً بالمرأة واللتان اصبحتا بمثابة الوزارت النسوية .
- ولم تمنح حتى يومنا سيدة وزارة خدمية او سيادية، وعلى الجانب الآخر نرى أن كل نواب الوزارات هم من الرجال اما وكلاء الوزارت فعددهن اثنتان من مختلف الوزارت .
• مجلس الشورى:
تكون اول مجلس شوري في الجمهورية اليمنية عام 2001 وتضمن في تشكيلة امرأتان فقط وتكون خلفا للمجلس الاستشاري الذي اعلن عنه عقب الانتخابات النيابية في 27 ابريل من عام 1997. ويتكون مجلس الشورى من مائة واحد عشر عضوا وضم المجلس سيدتان هما منى باشراحيل، وهي عضو سابق في مجلس النواب، وفاطمة محمد بن محمد وهي صحفية وبالرغم من خروج كثير من اعضاء المجلس الا ان لم يزداد عدد النساء في المجلس .
• المرأة والعمل الدبلوماسي:
توجد سفيرة واحدة فقط لليمن في الخارج وهي السيدة نورية الحمامي في تركيا وقد سبقتها السيدة امة العليم السوسوة كسفيرة في هولندا سنة 2000 .
ب - المؤسسات السياسية غير الرسمية:
• مشاركة المرأة في الأحزاب السياسية :
رغم مشاركة النساء في الأحزاب السياسية إلا أن ذلك لم يترك أثراً على تحسين مشاركتهن السياسية إذ بقيت هذه المشاركة ضعيفة بالمقارنة مع مشاركة الرجل، بالإضافة إلى استبعادها الكبير عن مراكز صنع القرار في هذه الأحزاب الا ان منهم من يدعم دمج النساء في الحياة السياسية والعامة، غير أن الفجوة ظلت واسعة بين البرامج والواقع الفعلي للنساء في الأحزاب التي ينتمين إليها و خاصة في ظل غياب استراتيجية واضحة لدى تلك الأحزاب حول وضع المرأة وعدم تحديد رؤية واضحة لكل حزب على حدة وتحديد موقفه من المرأة وتحويل هذا الموقف إلى برامج وأجندات عمل على أرض الواقع.
• مشاركة النساء في منظمات المجتمع المدني :
تعد مشاركة المرأة اليمنية في المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني هي الأوسع والأقدم والأكثر تنوعاً وفعالية، رغم كل ما يمكن أن يقال عن تراجع هذه المشاركة كماً وكيفاً.
لقد وجدت المرأة اليمنية متنفساً حقيقياً في هذه المنظمات ، وأعطتها الفرصة لإثبات وجودها كمواطن فاعل في المجتمع ومشارك حقيقي في قضاياه ومشكلاته .
ويذكر هنا أن حوالي 55% من الموظفين القياديين في الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني من النساء ، وهنا لا يمكن إغفال الدور واسع النطاق الذي لعبته هذه المؤسسات في خدمة قضايا النساء، وتقديم العون لهن كما .
• اللجنة الوطنية للمرأة واتحاد نساء اليمن :
تم استحداث اللجنة الوطنية للمرأة بقرار مجلس الوزراء رقم ( 97) لسنة 96م باعتبارها لجنة فنية تابعة لمجلس الوزراء وحرصاً من القيادة السياسية علي تسليط مزيداً من الضوء علي قضايا المرأة اليمنية المختلفة والتعريف بأهميتها في مجمل مناشط الحياة فقد تم إعادة تشكيل اللجنة وتوسيع إطارها بموجب قرار رئيس الوزراء رقم ( 68 ) لسنة 2000م بإنشاء المجلس الأعلى للشؤون المرأة الذي يراسه رئيس الوزراء ويضم في قوام تكوينة اللجنة الوطنية للمراة اما اتحاد نساء اليمن فهو من أقدم واكبر المنظمات الجماهيرية التطوعية في المجتمع اليمني ويمثل النساء في اليمن وهو منظمة مستقلة ويعمل على دعم وتعزيز القدرات المهنية للنساء في المجتمع.
الا أن ومنذ تأسيس اللجنة الوطنية للمرأة حاول اتحاد نساء اليمن ان يضطلع بمهامها من حيت التسليط على رسم السياسات فبدلا من الاهتمام بمهام واهدافه التي انشاء من اجله بدء في تبني القضايا المناطة باللجنة مما أدى الى تشتت الجهود و أضعف الحركة النسائية واضعف من فرص المرأة في النجاح ، مما ورد يجب ان نؤكد بان لا بد من تآلف نسائي قوي يشارك به الجميع دون اسثناء من اجل نجاح الحركه النسوية في اليمن .
ثالثاً. مشاركة المرأة في الوظائف العامة:
لا توجد نساء كثيرات في المناصب القيادية المهمة، ذات التأثير المباشر في مراكز صنع القرار، أو التأثير في الرأي العام.
الا ان في الآونة الاخيرة دخلت المرأة السلك القضائي فقد عينت قاضيات كما عينت في بعض الوظائف الخدمية الا ان على مستوى التعليم العالي، فحتى الآن لا توجد امرأة رئيس جامعة، أو مؤسسة أكاديمية، أو ما شابه ذلك.
• هل يمكن اعتبار الكوتا النسوية مشاركة سياسية..!؟
دأبت الحركة النسائية في اليمن وخاصة مع الانتخابات المحلية 2006 على المطالبة باعتماد مبدأ الكوتا لتحقيق مشاركة اوسع وقد اقرت بعض الاحزاب السياسية ضمن تشكيلاتها القاعدية والقيادية مبدأ الكوتا مثل المؤتمر الشعبي العام الا ان على الصعيد الرسمي في الانتخابت المحلية عام 2006 لم تحظى المرأة بثمتيل يضاهي مطالبها … وقد اتسمت مشاركة المرأة في الحياة السياسية بالضعف، سواء من خلال الأحزاب الموجودة أو في الدور الذي تلعبه في مجال صنع القرار وصياغة المجال المدني العام. فالمرأة أقلية بمختلف المعايير الإحصائية والموضوعية، ويمكننا القول أيضاً أن المرأة أقلية سياسية ويوجد فارق تاريخي بينها وبين الرجل مما يدفعنا إلى أن نميل إلى التمييز الإيجابي لصالحها" من خلال المطالبة بأقرار نظام القائمة النسبية.
تعددت أسباب عزوف المرأة اليمنية عن المشاركة السياسية ونحاول ان نلخصها في النقاط التالية:
أ – أسباب مجتمعية:
لا شك أن عزوف المرأة اليمنية عن المشاركة السياسية، لا ينفصل عن عزوف المجتمع وطبيعته والعلاقات القائمة فيه، التي تعتمد نظرة دونية للمرأة باعتبارهن
كائن من الدرجة الثانية، ودورها يأتي تالياً لدور الرجل، وفي أحيان كثيرة لا يأتي مما يجعلها لا تثق بقدراتها على ملء المواقع القيادية في مراكز القرار السياسي.
وكذلك غياب التقاليد الديمقراطية في المجتمع فلا زالت عملية صنع القرار في الفهم الشائع هي عملية أحادية الجانب وليست عملية جماعية مشتركة.
كما ان هناك الكثير من الضغوط الاجتماعية التي تتعرض لها أثناء مشاركتها في العمل السياسي او المشاركة في الحياه العامة فالزوج يمكن أن يهدد زوجته بالطلاق عند مزاولة اي نشاط لا يرغب هو به ، وقد تتعرض لعنف في حال إصرارها ، اضافة الى الاتهامات التي تنهال عليها ‘ ابتداء باتهامها بإهمال مسؤولياتها كزوجة وأم ، وانتهاء بالمساس بأخلاقها وسمعتها بحجة اختلاطها بالرجال والخروج من بيتها إلى أماكن مجهولة ، أو محاولة اصطياد الرجال ، وغير ذلك كثير مما يمكن أن تتعرض له
ب – أسباب شخصية :
كثير من النساء لا يقتنعن بقدرتهن على العمل السياسي، بل يرين فيه انتقاصاً من أنوثة المرأة، وربما يعود هذا إلى التنشئة الاجتماعية، التي تدعم هذه الرؤية،
وتؤكد على أن الوظيفة الأولى للمرأة تتمثل في وظيفتها كزوجة وأم و عدم وعي المرأة لحاجتها ومصالحها و تطوير وعيهن السياسي من خلال المشاركة بالأمور السياسية، والاكتفاء بالقضايا ذات الطابع المجتمعي البعيد عن تأثيره في عملية صنع القراركما ان انخفاض مستوى التعليم وارتفاع معدل الامية لدى النساء انعكس سلباً على توجهاتهن نحو المشاركة و كذلك استخدام الواسطة والمحسوبية والأساليب غير المشروعة في التعينات وهي وسائل تنبذها المرأة بل وتدعوها إلى الابتعاد عن ذلك المجال..
ج – أسباب تعود الى المشاركة السياسية نفسها :
- وجود فجوة بين الاستراتيجيات التي تتبنها الدولة والمؤسسات الرسمية والإجراءات والبرامج التي تسعى للنهوض بأوضاع النساء كما ان غياب التنشئة السياسية للأجيال الجديدة الأمر الذي يهدد بترسيخ ثقافة السلبية وعدم المبالاة وعدم الانتماء .
د- أسباب حزبية :
لا تزال المرأة اليمنية تعاني من وجود فجوة كبيرة بين الشعارات التي تطلقها الأحزاب عن أهمية مساواة المرأة بالرجل وبين السعي الفعلي لتغيير واقع المرأة في الأحزاب.مما يؤتر على على المشاركة السياسية للمرأة و كما أنه ينعكس في تدني مستوى تمثيل المرأة في الهيئات القيادية العليا وضعف دورتلك الأحزاب كاطر سياسية لتكوين الكوادر النسائية وعدم الاهتمام الكافي بإدماج النساء في مختلف هياكل الحزب القيادية .
رابعاً. مستقبل المشاركة السياسية للمرأة اليمنية :
عند الحديث عن مستقبل المشاركة السياسية للمرأة اليمنية يجب ان نستعرض وبشكل مفصل الواقع السياسي والمجتمعي من جميع جوانبة كانت ايجابية اوسلبية:
• الواقع السياسي :
في ظل قراءة المرحلة الراهنة والدعم التي تقدمة القيادة السياسية في مناصرة المرأة وقضاياها ومساواتها في الدستور مع اخيها الرجل من حيت الحقوق والواجبات ومصادقة الحكومة على كافة الاتفاقيات مثل اثفاقية السيداو وأخير التعديلات في القوانين التميزية وتعديل ما يقارب 23 قانونا برغم كل ذلك لم تعد فكرة المشاركة السياسية هي الهدف النهائي الذي يمثل العصا السحرية لحل مشاكل المرأة عامة ،‏ فالقانون لا يكفي لتحويل هذا المبدأ إلي ممارسة يومية‏,‏ خاصة في ظل هذه المتغيرات الاجتماعية التي يمر بها أن أول هذه المتغيرات أن الدولة التي أقرت هذه القوانين المتقدمة وصاغتها في أيام سابقة لم تعد هي الجهة الوحيدة التي تضعها في التطبيق والممارسة كما ان التعديل قد ينعكس سلباً على الحركة النسوية التي وقعت في الارتباك ذاته، والحيرة بين حول أولويات العمل التي تطرحها طبيعة التغيرات .
ومن هنا وجدت الحركة النسوية نفسها في الجهود التي يمكن بذلها من أجل التأثير في السياسات الاجتماعية، والتأثير على التشريعات الداعمة لهذه السياسات ، فأغرقت نفسها في قضايا وتعديلات قد لاتكون تميزية للمرأة.
ان ماورد سابقا لا ينفصل عن وضع حالي، وحقيقي للمشاركة السياسية للمرأة اليمنية فمقدمات اليوم تقود إلى نتائج الغد، وعليه فان أي تحسين لوضعية هذه المشاركة يفترض أن يبدأ من الآن مع وضع إستراتيجية عمل واضحة، لا تكتفي بالخبرات، ولا تستبعد الكفاءات، تحيّد الجانب الحزبي، وتضمن مشاركة أكبر للنساء مع استنهاض قدراتهن الكامنة، وتحويلها إلى قوة مجتمعية، يمكن الاستفادة منها بحق.
• الواقع المجتمعي :
تعاني المرأة من أشكال عديدة أخرى من التمايزات سواء في المنزل أو في العمل نتيجة لنظرة المجتمع التي تؤطر المرأة ضمن حدود وتصورات معينة تمايز بينها وبين الرجل كما ان تهميش دور المرأة إجتماعيا في المجتمع و حصر حركتها تحت ظل الرجل كتابع له في كل المجالات الإجتماعية مما حال دون حصولها على حقوقها الاجتماعيه والانسانيه في أطر الهويه التاريخيه والحضاريه للمجتمع العربي من منطلق خلفية الذكر وألأنثى واللتي لا تُطرح على اساس الاختلافات البيولوجيه والطبيعيه بين المرأه والرجل لابل على أساس علاقة الفوقيه والدونيه وأساس تفضيل الذكر على الانثى وإعطاء الرجل حق السلطه ومنحه الامتيازات الاجتماعيه كما يقول المثل اليمني: " البنت مالها إلا زوجها وإلا قبرها"
من هنا يبدو جليا ان المرأه من وجهة نظر المجتمع اليمني,, ليست لها مشاكل إجتماعيه وإستحقاقات و حقوق لا بل انها كونها امرأه يجعلها مُشكله و"مصيبه"
قائمه بحد ذاتها والتعايش معها من وجهة نظر إجتماعيه مُتخلفه يُشبه التعايش مع حالة مرض مُزمن, و يصفها بأنها قاصره عقليا.
خامساً. النتائج و الإستخلاصات:
1- المرأة اليمنية جزء من هذا المجتمع، لا يمكن فصلها عن المجتمع الذي تتحرك فيه، وعليه فإن أية تأثيرات – سلبية أو إيجابية – يتعرض لها هذا المجتمع تقع عليها أيضاً، بل ربما، وبصورة مضاعفة، لذلك فإن أي تحديث وتفعيل لدور المرأة اليمنية، يتطلب بالضرورة تحديثاً وتفعيلاً لمجتمعها، الذي يمثل بيئة عملها الحقيقية.
2- أن مشاركة المرأة في صنع القرار السياسي يحول الدولة و معها المجتمع إلى دولة و مجتمع قائمين على أساس نظام ديمقراطي.
3 – شكلت تشجيع القيادة السياسية دفعة قوية لاعادة تفكير النساء في الدور المناط بهن في المجتمع مما أدى الى تحسن النظرة المجتمعية لهن.
4- يجب على الناشطات في المؤسسات النسوية تحديد استراتيجية عمل واحدة تحترم الاختلافات ( الصغيرة )، وتضمن اتفاقاً عاماً لتحديد القضايا ذات الأولوية .
6 – شكلت الانتخابات المحلية صورة حقيقية واضحة حول مشاركة المرأة السياسية بعد دخول السلطة المحلية
7 – على الجانب الآخر، لا تحقق مشاركة المرأة في الحكومة، والعمل الدبلوماسي، ومجلس الشورى مبدأ المساواة في الفرص، ولا تتناسب مع حجم التواجد المأمول للنساء في ظل دولة الوحدة.
8 – لم يزل حتى الآن، النقاش محتدماً حول شرعية الكوتا النسائية، هل يجري العمل بها، أم لا وعليه يجب تحديد الموقف منها وذلك قبل الاستعداد الانتخابات النيابية 2009، من أجل تحديد وسائل تمكين وتمثيل، تتعلق بها أو تنفصل عنها.
9 – على الرغم من تبني الأحزاب والفصائل أفكاراً تقدمية، حول وضعية المرأة اليمنية إلاّ أن وضع النساء في الأحزاب يشير إلى الفارق الكبير بين الشعار والتطبيق.
10 – تعد مشاركة المرأة في المنظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية، هي الأوسع انتشاراً والأكثر قدرة على تحقيق مشاركة سياسية تستطيع من خلالها التأثير في السياسات العامة.
11 – وجود غياب شبه كامل للمرأة في الوظائف العامة، ذات الصلة المباشرة بتشكيل السياسات العامة، وخلق رأي عام له دوره الفاعل في عملية صنع القرار.
12 – تواجد المرأة في مواقع اتخاذ القرار، وفي المناصب الحكومية العليا، ما زال ضعيفاً ومحدداً، مما يعيق دمج النساء في عملية التنمية، ويعطل إمكانية أن تؤثر في رسم السياسات، ومنع إحداث تعديلات في التشريعات القائمة.
13 – إن المفاهيم والأعراف المتداولة، وأحياناً عدم وعي المرأة بحقوقها، وإدراكها لإمكاناتها وقوة تأثيرها، ومن ثم إدراكها لأهمية دورها في المجتمع تشكل عقبة أمام وصول المرأة إلى مناصب قيادية عليا في المجالات التشريعية والقضائية وغيرها.
14- وجود المؤسسات الديموقراطية الناشطة يسهم في توعية المرأة ومعرفة احتياجاتها.
سادساً: التوصيات:
من خلال ما تم استعراضة في هذة الدراسة المتواضعة والذي حاولنا من خلالة وضع صورة تقربيية لوضع المرأة اليمنية ومحاولة تلخيص اسباب عزوفها عن المشاركة السياسية ومن أجل مشاركة اوسع في ظل تنمية مستمرة تشارك فيها المرأة كجزء فاعل وأساسي من هذا خرج البحث بهذه التوصيات:-
1 – ان بناء السلطة في أجواء ديمقراطية مئة بالمئة اتاحت للمرأة المشاركة الفعلية (وليس المشاركة الصورية) في صنع القرار السياسي، هو الذي يهيء الأجواء المناسبة لولادة مجتمع قائم على العدالة و إحترام حقوق الإنسان وان مازالت مشاركة ضعيفة.
2- خلق جسور تفاهم وتبادل أفكار وخبرات وتدارس للعوامل المؤثرة في قضايا النساء والمجتمع في الداخل والخارج
3 – ضرورة ترسيخ وتعزيز دعائم الحياة الديمقراطية، بحيث تصبح نهج حياة، يجري فيها إقرار مبدأ التعددية السياسية، وتقوية دور المؤسسات، ودولة سيادة القانون، إذ ثبت أن استخدام سياسات غير ديمقراطية يعزز التمييز ضد المرأة.
4 – ضرورة النظر إلى المرأة كجزء فاعل وأساس في أي مشروع تنموي لبناء المجتمع وتطوره، مما يتطلب إحداث نظرة شاملة للأمور لا تحصرها إلى مجرد صراع بين جنسين.
5 – ضرورة توفير قاعدة معلوماتية وإحصائية على أساس الجنس، مع إعطاء فرصة أكبر للقيام ببحوث متخصصة في قضايا ومشاكل المرأة ، تمكن المجتمع والقائمين على وضع السياسات فيه من فهم أعمق لهذه القضايا والمشاكل، ومن ثم القدرة على إدماجها الفعلي في المجالات كافة.
6 – تحسين صورة المرأة في الإعلام، وكتب المدرسة، مع إبراز دور المرأة النضالي، ومساهمتها في الحياة العامة.
7 – تطور المفاهيم السائدة المستمدة من الموروث التقليدي ( عادات، تقاليد، إسلام)، بمعنى إبراز الإيجابي منها، ومحاربة كل ما هو سلبي وغير أصيل فيها.
8 – تحقيق المساواة في فرص العمل، وإظهار المشاركة الفعلية للمرأة في القطاع غير الرسمي.
9 – العمل على توعية المرأة، وتطوير مهارتها، وقدراتها لزيادة مشاركتها في الحياة العامة، وذلك من خلال إعداد الكوادر النسائية، وتدريبها في المجالات السياسية، مع تقديم الدعم المادي والمعنوي، إضافة إلى برامج التدريب التي تعزز مهاراتها.
10 – احترام مبدأ المساواة بين الجنسين في الحقوق السياسية، والمشاركة في المؤسسات التشريعية، ورفض المساس بهذا الحق بأي شكل من الأشكال.
11 – ضرورة استحداث آلية للتنسيق الدائم بين المؤسسات النسوية، والعمل على إعداد استراتيجية عمل واحدة، تتفق على الأهداف العامة ذات الأولوية لكل النساء دون تمييز.
12 – يجب إعادة النظر في المناهج التعليمية المطبقة، لتتضمن التربية الوطنية، التي تساهم في تنمية الوعي، خاصة فيما يتعلق بتعميق مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتقوية مؤسسات المجتمع المدني.
واخيرا وليس اخرا يبدو جليا ان وضع المرأه اليمنية ما زال يحتاج الى كثير من الجهد والعمل الدؤوب وكذلك تضافر جميع الحركات النسائية الناشطة للارتقاء بمستوى المرأه التي تُعتبر عماد ومستقبل المجتمع إذا اردنا بالفعل الارتقاء بالمجتمع ككل الى مستوى افضل من ماهو عليه في الحاضر!!
ومن هنا ايضا لا ننكر الجهود التي بدلت من بعض الحركات النسوية الفردية الا ان هذة التطورات والانجازات المرتبطة بالمرأة قد جاءت في معظمها مرتبطة بتوجهات الدولة وتبني القيادة السياسية لمشاركة المرأة أكثر منها تعبيراً عن جهود حقيقية مرتبطة بالحركات النسوية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.