منذ العام 1948م وإعلان قيام الدولة الصهيونية على أرض فلسطين بدعم ومساعدة ومساندة وتمويل وتسليح غربي وعبر أكثر من ستين سنة مضت لم يثبت الكيان الصهيوني جديته للسلام، وبحثه عن دولة آمنة بقدر ما يؤكد أنه عبارة عن كيان عسكري وعصابات مسلحة ومنظمة تمثل ذراعاً عسكرية متقدمة للإمبريالية الغربية في قلب الوطن العربي وبالعودة للدراسات والأبحاث التي اهتمت بالكيان الصهيوني سيتضح أن الكيان الصهيوني لا يملك مقومات الدولة المدنية ولا يسعى إلى ذلك بدليل إضاعته لفرص التحول من كيان عصابات منظمة لا تفرق عن تلك الكيانات المسلحة المنظمة في دول عديدة من أميركا الجنوبية، نعم لم يستغل الفرص التي كانت توضع لتحويله إلى دولة مدنية آمنة تتميز بكل مقومات الدولة وتتمتع بعلاقات حسنة مع الجوار الفلسطيني والعربي.. ومازالت الفرصة حتى اليوم سانحة إذا كانوا فعلاً يرغبون بدولة مدنية ينعمون في ظلها بالأمن والأمان، لكن يظهر أن طبيعة وجودهم القرصانية هي الغالبة، وإن الله سبحانه قد كتب عليهم الشقاء والخوف الدائم كعقاب رباني، وخزي لهم في الدنيا ووهم ستظل أحلامهم بالأمن والأمان. العصابات الصهيونية لا تدرك مرور الوقت وأن الزمن يسبقهم والتحولات تداهمهم والتغيير سيتجاوزهم والفرص ستفوت عليهم وكل هذا سيفاجئهم في يوم ما قادم أن وجودهم غير مرغوب به البتة والقوة التي اعتمدوا عليها خلال العمر المنصرم من احتلالهم لفلسطين صارت تتضاءل وتتراجع أمام تطور المقاومة الفلسطينية والعربية وتضاؤل وتراجع القوة الصهيونية مستمر كل يوم بعكس المقاومة الفلسطينية والعربية التي تتنامى قوتها وتدريبها وتحصيناتها وأداؤها واستخباراتها ووسائلها عموماً إلى حد كبير وقوة المقاومة أصعب من أن تنالها الآلية العسكرية الصهيونية وستكون أصلب بحيث تتحطم عليها القوة الصهيونية بانهيار كامل وتصبح حكاية دولة إسرائيل التي يحلم بها الصهاينة خبر بعد عين، وفي كتب التاريخ. إذا أراد الكيان الصهيوني أن ينعم بدولة آمنة في المنطقة ففرصته اليوم للحصول عليها وتحققها له وفقاً للمبادرة العربية التي صدرت من قبل قمة بيروت العربية في مارس عام 2000م وحسب القرار الأممي، وقبول الفلسطينيين بدولة في حدود ما قبل حزيران 1967م ودون ذلك لن يجدوا من يوافقهم عليه، أو يقبل بالتفاوض معهم عليه وليعلم الصهاينة أن هذه الحرب الصهيونية الإجرامية البشعة على «غزة» سيكون لها ما بعدها من تحولات لصالح المقاومة العربية الفلسطينية من حيث القوة والمبادأة، والمبادرة لأن الحق في الأخير هو المنتصر. رابط المقال على الفيس بوك