الكيان الصهيوني لن يجد السلام، ولن يجد حتى مبدأ القبول ببقاء دولته... وعلينا التفريق بين البقاء كدولة، وبين البقاء كطائفة دينية، وما أعنيه هنا هو (البقاء كدولة).. هذا البقاء لن يستمر، والمسألة مسألة وقت فقط تماماً.. مصيره هو مصير النظام العنصري الأبيض في جنوب أفريقيا. الكيان الصهيوني المسمى (دولة إسرائيل) لا يمتلك مقومات البقاء والاستمرار، لأنه كيان قام على الاغتصاب والاحتلال، وعلى مجتمع أو شعب لا تربطه ببعضه أي روابط احتماعية وثقافية، كونه مجمعاً من الشرق والغرب والجنوب والشمال.. إنه نسيج اجتماعي مفكك، جاء إلى فلسطين من اتجاهات مختلفة، وثقافات متباينة.. تحت تأثير التضليل الذي مارسته المؤسسات الصهيونية في الغرب بدعم وإسناد من النظام الغربي الذي كان يرى في إقامة دولة صهيونية بفلسطين تحقيق الكثير من أهدافه.. أول هذه الأهداف التخلص من الصهاينة في الغرب لما يمثلونه من إشكال دائم للمجتمعات الغربية.. أما الهدف الثاني فهو إيجاد ذراع عسكرية متقدمة للغرب بالقرب من المركز النفطي الرئيسي الذي يعتمد عليه الغرب في حياته واستمرارها، جنباً إلى جنب مع بقية أدوات وآليات الغرب التي تعمل بتضامن ضد أي مشروع عربي نهضوي وحدوي، وتحافظ على الحالة العربية المتخلفة المجزأة الموبوءة بالفتن القطرية والطائفية والمذهبية...إلخ، ورغم تحقيق هذه الأهداف إلا أنها تهيء المنطقة للمشروع الأمبريالي الغربي ممثلاً بالشرق الأوسط الكبير، أو الشرق الأوسط الجديد الذي تهاوى، وبدأ ينهار تحت وطأة المقاومة والممانعة العربية، ورفض المشاريع الغربية وتعثرها، بل وسقوطها في حرب تموز 6002م، وانتصار المقاومة على الصهاينة عسكرياً وسياسياً لتنكشف الدولة العبرية من الداخل ضعفاً وعجزاً عسكرياً وسياسياً واجتماعياً.. ويظهر رأس هذه الأفعى نموذجاً للفساد الإداري والمالي والأخلاقي، ويكفي للتدليل حال الانهيار الذي تعانيه المؤسسة الصهيونية اليوم. وفي كل الأحوال يستحيل أن يتحقق الأمن والسلام لكيان العصابات الصهيونية، لأنه يريد أن يحتفظ بالأرض، وبقاء الدولة، ومعهما يريد أن يحصل على الأمن والسلام.. وهذا أمر مستحيل التحقيق، لأن المجتمع الدولي لا يعترف للصهاينة بذلك... وعليه فلا أمن، ولا استقرار، ولا سلام للكيان الصهيوني إلا بعودة الحقوق العربية الفلسطينية