كثر الحديث عن الانتصار على العدو الصهيوني إذا ما خرجت العصابات الصهيونية من حربها ضد لبنان دون تحقيق أهدافها، وفي حالة تحقيق لبنان تحرير مزارع شبعا فالنصر الفعلى والكامل والحقيقي لا يكون إلا إذا حققت المقاومة اللبنانية في حربها ضد العدوان توجهاً جدياً وفعلياً وعملياً لإحلال السلام العادل والشامل في المنطقة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية بالشأن الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين. نعم هذا هو الانتصار.. أما انتصار لبنان وتحرير أرضه، فإنه انتصار جزئي للبنان ولكل العرب ولا يمكن أن يستهان به إذا ما استثمر من العرب استثماراً صحيحاً لتحقيق الانتصار الكامل في المنطقة، وحل المشكلة من كل جذورها.. أي حل قضية «الصراع العربي الصهيوني» وإحلال السلام الشامل والعادل كما قلت في البداية.. إضافة إلى دفن المشروع الأمريكي الصهيوني «مشروع الشرخ الأوسط الجديد» والإنشاء على أنقاضه المشروع العربي الوحدوي النهضوي الجديد.. هناك يكون فعلاً الانتصار العربي قد تم، وأنجز، وبالتالي سيؤدي إلى توافر المناخات لإحداث النهضة والتحرر السياسي والاقتصادي. إذن فانتصار لبنان على العدو الصهيوني سيكون انتصاراً جزئياً لن ينهي القضية الإشكالية في المنطقة، التي هي قضية الشعب الفلسطيني، وينضاف إليها الآن الشعب العراقي، الأمر الذي يعني أن المقاومة العربية في لبنان، وفي فلسطين، وفي العراق ستستمر، ولن تتوقف وسوف تتسع إذا ما استمرت مشكلة دارفور، ومشكلة الصومال، لأنها جميعها ترتبط وتقف في وجه مشروع واحد، وهو المشروع الأمريكي الصهيوني «الشرق الأوسط الكبير» الذي يهدف إلى تجزئة الشرق العربي إلى «كانتونات» أو قل إمارات قزمية طائفية مناطقية مذهبية تتوسطها ذراع الامبريالية وآلتها العسكرية ممثلة بالكيان الصهيوني العنصري الغاصب، والذي يمثل في المشروع الأمريكي الشرق أوسطي القوة الإدارية التي ستتحكم بالمنطقة سياسياً، واقتصادياً وثقافياً وفكرياً و... و...الخ المقاومة العربية سوف تستمر، وتبقى ما استمر المشروع الامبريالي الأمريكي الصهيوني الذي يستهدف العرب أرضاً ووحدة واستغلالاً وسيادة وكرامة وعزة وثروات. ولا بد أن تعي الإدارة الأمريكية الصهيونية أن مشاريع الهيمنة التي يسعون لفرضها في الشرق العربي لن تتحقق لا بالقوة ولا بالسياسة وستظل تقاوم، وتقاوم حتى تفشل وستفشل.