اليوم.. وتحت القصف الجوي والمدفعي المدمر للحياة، وارتكاب المجازر العربية ضد الشعب العربي الفلسطيني واللبناني، وتحت وطأة الاحتلال للعراق والمجازر التي ترتكب على أبنائه.. تلوح الإدارة الأمريكية بمشروع الشرق الأوسط الكبير.. بل إن وزيرة الخارجية «كونداليزا رايس» أثناء زيارتها للمنطقة بأن ارتكاب المجازر البشعة، والعدوان التدميري الإرهابي البشع والهمجي من قبل الآلة العسكرية الصهيونية ضد الشعبين العربيين في لبنان وفلسطين.. نعم تقول وزيرة الخارجية الأمريكية إن هذا العدوان يبشر بميلاد شرق أوسط جديد، هذا الشرق الأوسط الذي تعنيه هو الذي رسمته الإدارة الأمريكية الصهيونية للمنطقة.. ووضعت خارطته الجغرافية السياسية، والتي يظهر منها تقسيم المنطقة إلى «كانتونات» طائفية ومذهبية، وعرقية صغيرة، تخضع للهيمنة والسيطرة الأمريكية، وتدار من قبل كيان العصابات الصهيونية التي ستتحكم باقتصاديات وموارد وثروات وسياسة هذه الكانتونات القزمية.. أي أن العدوان على لبنان وفلسطين «الضفة والقطاع» يهدف إلى القضاء على المقاومة العربية في المنطقة، لأنها تقف عقبة كأداء ومستعصية أمام تنفيذ المشروع الأمريكي الصهيوني «الشرق الأوسط الكبير»، وما اللجوء إلى القوة الغاشمة والأسلوب العدواني الوحشي إلا تأكيد على فشل السياسة الامريكية في إنجاز شرقها الأوسطي الكبير، والذي أسماه الأستاذ سمير اليوسفي في موضوع جعله عنواناً له «الشرخ.. الأوسط الكبير».. وهي تسمية تعطي المعنى الحقيقي للمشروع الأمريكي الصهيوني. إن الإدارة الأمريكية لم تصب بطاقم إداري للبيت الأبيض يتسم بالبلادة والحماقة، والغباء.. كما أصيبت بهذا الطاقم الإداري الحالي الذي يقوده «بوش الابن»، وهو طاقم يعتقد أن القوة والعنف والإرهاب والتدمير والمجازر سوف تفرض مشاريعه الاستعمارية القديمة الجديدة.. فورط الولاياتالمتحدة في أفغانستان وفي العراق، وورط العصابات الصهيونية في لبنان، ليجدوا مقاومة لا تهدأ ولا تلين، ولا تهن ولا تتعب، ومستمرة، وستستمر لتكبد الأمريكان والصهاينة خسائر فادحة في الأرواح والعتاد والأموال دون أن تحقق مشاريعها التي لا تهم الشعب الأمريكي من قريب أو بعيد.. هذا إضافة إلى ما تؤدي إليه السياسة الأمريكية من تزايد وتعاظم العداء في مختلف أنحاء العالم للولايات المتحدة. إن الشرق الأوسط الجديد والحقيقي والواقعي والمقبول هو الذي سيولد من رحم تنفيذ قرارات الأممالمتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية، والانسحاب من العراق.. ولن تصنعه القوة مهما توحشت واستذأبت، واستكلبت.