المساعي الغربية مازالت حثيثة لتكبيل الشرق الأوسط بالقيود الغربية، وجره من حيث يدري ومن حيث لا يدري إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، وذلك من خلال مشاريع غربية تغيرت وتبدلت عناوينها وأسماؤها، لكن الهدف ما زال هو، هو لم يتغير.. أهم هذه المشاريع: 1 الشرق الأوسط الكبير. 2 الشرق الأوسط الجديد. 3 وأخيراً الاتحاد من أجل المتوسط. ليس بين هذه المشاريع واحد خرج من جعبة الفكر العربي.. ثلاثتها مشاريع غربية (أوروبية - أمريكية)، وكلها تهدف إلى تحقيق مصالح الغرب، أو تحقيق أطماع الغرب والصهيونية في المنطقة العربية من خلال: أ أنها مشاريع غربية بحتة، لم يكن للعرب أي دور أو شراكة في صياغتها. ب التجربة أثبتت أن الغرب لا يأتي بمشاريع يستفيد منها الشركاء، وإنما مشاريعه كلها دائماً وأبداً لا تهدف سوى إلى تحقيق أطماعه. ج هذه المشاريع جميعها تسعى إلى إنهاء ما تبقّى من روابط عربية - عربية ممثلة في (الجامعة العربية)، وكذا الروابط العربية - الأفريقية، والأفريقية ممثلة في الاتحاد الأفريقي. د لم يخلُ أي مشروع من الثلاثة السابقة من تضمنه جرّ عرب المتوسط (سوريا، لبنان، فلسطين، مصر، ليبيا، تونس، الجزائر، والمغرب)، إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، كون الكيان الصهيوني في نظر الغرب دولة (متوسطية).. وشرق أوسطية. ه المشاريع الغربية تهدف إلى إلحاق الدول المتوسطية العربية اقتصادياً وتجارياً وسياسياً بالغرب والصهيونية. فهل يذهب عرب المتوسط، ويهرولون ليضعوا أنفسهم ويكبلوا بلدانهم بالمشروع الغربي الصهيوني (الاتحاد من أجل المتوسط)؟! هذا ما نخافه، مع أننا في نفس الوقت مطمئنون نسبياً إلى الأنظمة العربية المتوسطية، وأنها ليست بالسذاجة بحيث يمرر عليها الغرب والصهاينة المشروع المتوسطي، ولأنهم قد أفشلوا وأسقطوا المشروعين السابقين للغرب (الشرق الأوسط الكبير والشرق الأوسط الجديد).. الثقة موجودة أيضاً في أن يسقطوا المشروع الثالث (الاتحاد لأجل المتوسط).