اللوبي الصهيوني يمثل قوة لا يستهان بها في الغرب “الأوروبي والأمريكي” فتأثيره على اتجاهات السياسات الغربية غير عادي، وعلى حساب المبادئ والقيم والاتجاهات النبيلة التي يرفعها الغرب كشعارات.. بدليل انحياز الغرب كلية إلى جانب الكيان الصهيوني علانية، وجهاراً نهاراً دون أي تحفظ، ولولا هذا الانحياز الغربي لكانت قضية الشعب العربي الفلسطيني قد حُلّت من زمن بعيد وفقاً لقرارات الشرعية الدولية التي يدعي الغرب احترامها والتشبث بها والالتزام بتنفيذها.. وهو كذلك إلا مع الكيان الصهيوني. إن الغرب ينتهك الديمقراطية، والحريات في بلدانه، وفي العالم من أجل الكيان الصهيوني.. فالنقد مباح، والحرية الإعلامية الغربية مضمونة ما دامت تنتقد الأنظمة الغربية، والمسئولين الغربيين.. والحرية هنا تبلغ ذروتها إلى حد التعريض بالنظام الغربي ومسئوليه.. والحرية الإعلامية الغربية متاحة إلى أعلى مدى ما دامت تنتقد وتشهر وتسيئ وتشوه النظام العربي والإسلامي، وأي نظام في العالم.. لكن تتوقف هذه الحرية الإعلامية حين تتعرض بالنقد للكيان الصهيوني أو أي مسألة لها صلة بالكيان الغاصب العنصري الإرهابي. فالكيان الصهيوني والصهيونية مقدسة في الغرب إلى حد لا يجوز المساس بها من قريب أو بعيد.. وكلنا يتذكر “جارودي” الفيلسوف الفرنسي المعاصر الذي شكك بالمحرقة اليهودية “الهولوكست” وقال إن هناك مبالغة فيها لابتزاز الشعوب الأوروبية.. هذه الحكاية أقامت الدنيا ولم تقعد في الغرب ضد جارودي، حتى أوصلته إلى المحكمة، فالحرية الإعلامية مكفولة ما دامت لاتمس الصهيونية. اليوم هناك توجهات في الغرب لتدبير طريقة بل قانون يحد أو يحرم انتقاد الصهيونية في الإعلام الغربي واعتبار كل من يتعرض للصهيونية معادياً للسامية.. بل إن الولاياتالمتحدة تعمل على إيقاف الفضائيات التي تتعرض بالنقد للسياسة الأمريكية، والكيان الصهيوني.. بل إن الولاياتالمتحدة كانت لديها خطة لضرب قناة الجزيرة أثناء العدوان على العراق.. لأنها تكشف عن فظائع العدوان الأمريكي على العراق. كل هذا يكشف تماماً مدى قوى الهيمنة الصهيونية على النظام الغربي وهي هيمنة لا تقل عن استعمار الصهيونية للغرب، وأن النظام الغربي لايزيد عن عبد توجهه الصهيونية على حساب قيمه ومبادئه الإنسانية التي يرفعها.. وهو ما يجعل عدم جدوى الشراكة الغربية في تحقيق السلام في الشرق الأوسط.