الصراع والحرب الدائرة بين النظام الليبي بقيادة العقيد معمر القذافي، والمتمردين عن النظام أدى إلى أن تقوم الدنيا ولم تقعد عربياً وأوروبياً وأمريكياً ومجتمعاً دولياً وهمياً وأن تتحرك في ضمائر هؤلاء حقوق الإنسان، بل وصل الحال بالأشقاء العرب إلى حد عقد اجتماع لوزراء الخارجية ليفوضوا مجلس الأمن بالتدخل وفرض حظر جوي على ليبيا، وهو ما ترغب به الولاياتالمتحدة. كل هذا ضد معمر القذافي الرئيس الليبي الذي يخوض مواجهة مع متمردين حملوا السلاح وقاتلوا.. بينما لم يقف العرب ولا الغرب ولا المجتمع الدولي، وعلى مدى أكثر من ستين عاماً بهذه القوة والإرادة ضد الكيان الصهيوني والذي احتل أرض فلسطين، وأقام دولة على حساب شعب قتله، وشرده بطرق بشعة من المجازر، والتهجير وحتى يومنا هذا. في نفس الوقت لم يقف العرب والمجتمع الدولي ضد العصابات الصهيونية أثناء اجتياح لبنان وارتكاب مجازر صبرا وشاتيلا في الثمانينيات من القرن الماضي، ولا ضد العدوان الصهيوني وهو يبيد شعب غزة حصاراً، ولا وهو يرتكب حرباً قذرة ضد جنوبلبنان وضد غزة مستخدماً أسلحة محرمة.. فأين العرب، وأين المجتمع الدولي وأين حقوق الإنسان التي يتشدق بها الغرب..؟! أين كان العرب والمجتمع الدولي حين شنّت الولاياتالمتحدة ومعها حلفاؤها عدوانهم العسكري ضد العراق، وقامت بمجازر وأعمال ضد الإنسانية، والأخلاق الآدمية دون أي مسوغ قانوني، ومازال حتى اليوم .. ألم تكن هذه كلها جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب وإرهاب.. لماذا لم يتحرك العالم، ولماذا لم يتحرك العرب وأين المجتمع الدولي الذي لم يستطع إصدار قرار يدين الاستيطان الصهيوني؟! بينما اشتدوا وتنمروا ضد النظام الليبي الذي يقوم بمعارك مع متمردين ليبيين.. أليس هذا غريباً وتآمراً على النظام الليبي، وليبيا ونفطها؟! إنه زمن العجب العجاب!