تتطلب الظروف الصعبة والسيئة أن يتداعى القادة العرب إلى تدارس الواقع العربي الذي يمر بحالة متردية وخطرة في فلسطين، في لبنان، في العراق، في دارفور السودان، في الصومال.. ولا يعني انحصار المخاطر في الأقطار المذكورة أن بقية أقطار العرب في مأمن ومنجاة من المخاطر التي تتربص بالوطن العربي كله.. وما الأقطار التي ذكرت إلا مدخل وبوابة ستمر عبرها كل المؤامرات والمخاطر لتنال من وحدة الأقطار العربية كل على حدة، وتنال من سلامها وأمنها واستقرارها وسيادتها، دون تفريق أو تمييز بين معتدل، ومتطرف، ولا بين مسالم، وإرهابي إذا افترضنا أن في الوطن العربي تطرفاً وإرهاباً.. والأصح أن البلاد العربية تعاني من تآمر ومخاطر تطرف وتعصب وإرهاب النظام العالمي الغربي الصهيوني . ولم تشفع التنازلات العربية لصالح العدوان، والتدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية والسيادية للشعوب العربية. نعم.. اليوم القادة العرب بحاجة إلى إعادة حسابهم، وترتيب أوراقهم بوعي وإدراك أن الغرب الأوروبي الأمريكي والصهيونية لا يحبون معتدلاً ولا يسارياً، ولا يمينياً عربياً، وإنما تستغلهم ضد بعضهم لخدمة الأطماع الغربية الصهيونية.. فقد وقف عدد من الأنظمة العربية مع العدوان الغربي الصهيوني ضد العراق حصاراً، وعدواناً عسكرياً واحتلالاً، ووقفوا ضد الحكومة الفلسطينية حتى اليوم وهم يحاصرونها، ووقفوا مع العدوان الصهيوني على لبنان في تموز الماضي 2006م ويقفون اليوم حيث يقف الأمريكان والصهاينة دون وعي أن ما هو في العراق، وفي فلسطين وفي لبنان اليوم سوف يكون غداً في بلدانهم.. فهل يعقلون؟!! أم أن تفكيرهم وإدراكهم قد شل، وعميت أبصارهم وبصيرتهم؟!. والمفترض أن تكون المواقف العربية في التعاطي والتعامل مع القضايا العربية العربية، والعربية مع النظام الدولي نابعة من المسؤولية التاريخية، والقومية التي تتمثل في مواقف الجمهورية اليمنية ممثلة بالرئيس «الصالح» رئيس الجمهورية الذي يتعاطى ويتعامل تجاه القضايا العربية بوضوح وشفافية، ولا يساوم بمواقفه محاباة، أو مجاملة أو جبناً للنظام العالمي الجديد.. بينما موقفه تجاه الاحتلال للعراق، وتجاه الاحتلال الصهيوني.. موقف رافض للاحتلال الأمريكي للعراق ومع وحدته بشدة، كما يرفض الوجود الصهيوني ، ويرفض أي سلام إلا بحل القضية العربية الفلسطينية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وحق العودة للاجئين.. وفي عدوان تموز على لبنان كان موقفه قوياً إلى جانب المقاومة اللبنانية، في وقت الجميع تبرأ من المقاومة، بل حمّلها مسؤولية العدوان.. واليوم ها هو مع لبنان التوافقي الموحد.. في وقت انساق قادة عرب مع الموقف الأمريكي الصهيوني تجاه ما يجري في لبنان.. والرئيس «صالح» على ثقة بأن المقاومة العربية منتصرة لا محالة، وسيسقط مشروع الغرب الصهيوني.