توجه العصابات الصهيونية في فلسطينالمحتلة صفعة مهينة ومذلة ومعيبة إلى وجه النظام العربي، والنظام العالمي.. وذلك بممارستها القرصنة والاختطاف للنواب، ولأعضاء الحكومة، ونائبها وأمينها في السلطة الوطنية الفلسطينية. فماذا يسمى هذا السلوك الصهيوني؟ وماذا يمكن للنظام العربي والعالمي أن يطلق عليه إذا كان قد أطلق على عملية حزب الله في جنوبلبنان وهو على حق أنها عملية مغامرة، ومغامرة غير محسوبة ومغامرة غير مسؤولة، وعمل لا مسؤول لأنه أسر جنديين صهيونيين ليبادلهم بأسرى لبنانيينوفلسطينيين وعرب. إلى حد الآن والنظام العربي أبكم، أخرس، لا يرى، لا يتكلم عن الممارسات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني وحكومته ونوابه، وهكذا أيضا النظام العالمي لم يفتح فمه حتى باستنكار أو نقد أو إدانة للعصابات الصهيونية، وقد خرقت وانتهكت، بل وداست بجزمتها العسكرية على كل الأعراف والمواثيق والقوانين والشرائع السماوية والإنسانية باختطافها العديد من النواب الفلسطينيين والعديد من أعضاء الحكومة الفلسطينية، وإيداعهم السجون والمعتقلات دون أن تجد من يستنكر منها هذا السلوك، بينما أسر جنديين محتلين من جنود الصهاينة المتواجدين على أرض لبنان أقام الدنيا ولم يقعدها، من قبل النظام العربي ومن قبل النظام العالمي، بل وأيدوا جميعاً أن تشن العصابات الصهيونية حرباً عسكرية شاملة من البر والبحر والجو على لبنان، وترتكب المجازر والتدمير والتخريب في ظل سلبية عربية قاتلة، وبتأييد من الغرب الاوروبي الامريكي، عدا ايطاليا واسبانيا اللتين استنكرتا هذه الحرب، وطالبتا بوقف فوري لإطلاق النار والعدوان على لبنان. ومن العرب لم يقف بقوة وحزم إلى جانب لبنان ومقاومته سوى اليمن الذي أيد حق المقاومة وشرعية المقاومة ما دام هناك احتلال سواء في لبنان أو فلسطين أو العراق، فالمقاومة ستصد العدوان وتفشله، وعلى العرب الوقوف مع لبنان ومقاومته، ويعملون بكل ما يملكون من وسائل لإيقاف الحرب العدوانية على لبنان وعلى فلسطين. اليمن ما زال يدعو إلى قمة عربية يقرر فيها القادة العرب لتصويب المسار العربي في ضوء معطيات الواقع الراهن التي تفرضه الهمجية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، وضد لبنان بدعم وتأييد ومساندة من النظام العالمي الجديد ورأسه الإدارة الامريكية. ونحن مع ضرورة عقد قمة عربية جادة وصادقة وأمينة تخرج بقرارات ومواقف شجاعة ضد العدو الصهيوني، قرارات ومواقف عملية تغسل العار الذي لحق بها جراء ممارسة الهمجية من قبل العسكرية الصهيونية ضد الشعب العربي اللبنانيوالفلسطيني. ونتساءل ما الذي سيحرك الغيرة والنخوة العربية ضد العصابات الصهيونية أكثر من المجازر والتدمير الذي ارتكبته في فلسطين وفي لبنان، وهل هناك جريمة أكثر عاراً على العرب من أن تقدم العصابات الصهيونية على اعتقال المجلس التشريعي والحكومة الفلسطينية وإيداعهم سجونها دون أن يحرك الحكام العرب ساكناً. إن ما حدث من قبل العصابات الصهيونية في لبنان وما يحدث منها ضد الشعب الفلسطيني من سنة 1948م كافٍ لأن يستجيب القادة العرب للقمة، وأن يخرجوا منها بقرارات عملية ضد العدو الصهيوني، ومن يدعمه ممن يدعون صداقتهم لنا، وهم يدعمون وينصرون عدونا ظلماً وعدواناً مثل الإدارة الامريكية والأليزيه في فرنسا.