تتجلى واضحة مواقف الأنظمة العربية «مع التقدير لقيادتنا» مما يجرى في غزة وفي لبنان من قبل العصابات الصهيونية.. هذا العدوان الصهيوني الذي اعتبرته أنظمة عربية رد فعل على مغامرة غير محسوبة.. ولا ندري كيف عنّ لهؤلاء مثل هذا القول وهم يدركون ويعيشون منذ 1948م العدوان الصهيوني الغاصب الإرهابي على الشعب العربي الفلسطيني، ويحتل ويتوسع ويقتل ويشرد، ولم يخضع للقرارات الدولية ولا للمبادرات الأمريكية، ولا للمبادرة العربية في قمة بيروت.. وإنما يزداد غياً ويغالي في عدوانه إلى حد أنه حشد آلته العسكرية على غزة لمجرد أن عملية عسكرية فلسطينية على موقع صهيوني وأسرت جندياً صهيونياً، وأعلن الفلسطينيون استعدادهم مبادلة الأسير بأسرى فلسطينيين، فرفضت العصابات الصهيونية وحشدت وحداتها العسكرية وبدأت تقصف وتقتل وتحاصر غزة وشعبها الصامد، بل وتقوم باعتقال أعضاء من الحكومة ومن النواب الفلسطينيين.. ودون أن يفتح أحد فمه بكلمة يستنكر ذلك. أمام السلبية الدولية والصمت العربي القاتل تجاه العدوان الصهيوني على غزة لم يجد حزب الله إلا أن يعمل شيئاً للتخفيف على الفلسطينيين، وبالذات أن حزب الله يرى أنه في حالة حرب مع الصهاينة لأنهم لا يزالون يحتلون مزارع شبعا.. فقام بعملية عسكرية على موقع صهيوني وأسر جنديين صهيونيين، وأعلن حزب الله أنه لا يريد التصعيد ولكنه سيبادل الجنديين الصهيونيين بأسرى لبنانيين وفلسطينيين وعرب عبر مفاوضات غير مباشرة، وحذر جداً الكيان الصهيوني من التصعيد والدخول في حماقة.. لكن العدوان على لبنان كان مبيتاً ومعداً سلفاً، وعملية حزب الله وأسر الجنديين ليست ذريعة لشن عدوان على لبنان.. وعلي أية حال فمن حق فصائل المقاومة العربية الفلسطينية اللبنانية إسلامية وغيرها أن تستمر في المقاومة وعملياتها ضد العدو.. ما دام العدو لم يوقف عدوانه، ولم يتقدم في مسيرة السلام بصدق وجدية.. ومن حق المقاومة أن تأسر جنوداً صهاينة، ما دام الصهاينة يحتفظون بعشرات الآلاف من الأسرى الفلسطينيين واللبنانيين والعرب. أليس تناول القضية كما سبق تستدعي الدعم والتأييد والمساندة العربية على الأقل ليس من أجل حزب الله، ولكن من أجل إحياء مفاوضات السلام على أساس الشرعية الدولية، وخارطة الطريق، والمبادرة العربية لقمة بيروت.. بدلاً من اعتبار عمليات المقاومة مغامرة غير محسوبة، ويتحملون نتائجها.. إنهم بذلك يرون العدوان الصهيوني هو العقل وعمليات المقومة مغامرة.. إنه لأمر غريب.. طيب.. حين هاجم العدو سجن رام الله واختطف سعادات ورفاقه رغم الحماية الدولية.. ماذا يسمي العرب العقلانيون ذلك؟! إن ما أقدم عليه حزب الله كشف جبن ووهن العرب والمسلمين، وتعصب وتطرف وعنصرية النظام العالمي.. لذلك انحازوا ضده.