عادت «رايس» إلى الشرق الأوسط خلال الأيام الأولى من أكتوبر ..تحمل مشروعاً جديداً ، وفقاً لرؤية أمريكية جديدة فرضتها الحرب الصهيونية الأخيرة ضد لبنان . وفشلت هذه الحرب أن تحقق نصراً عسكرياً ، أو تحقق أهدافها في ضرب حزب الله وتفكيكه عسكرياً وتنظيمياً ، وفشلت أيضاً في تحقيق الهدف الأمريكي الشرق الأوسط الجديد. بل إن هذه الحرب انتهت ، وحسبت نصراً مؤزراً لحزب الله والمقاومة اللبنانية ، والشعب اللبناني .. رغم مساعي الولاياتالمتحدة والصهاينة التقليل من أهمية النصر من خلال القرار «1701» من قبل مجلس الأمن. المشروع الذي تحمله رايس في زيارتها للشرق الأوسط لايخرج عن الأجندة الأمريكية الصهيونية ..ويتركز حول تكتل لما تسميه رايس الأنظمة المعتدلة في المنطقة.. أي تحالف أمريكي عربي جديد يشبه ذلك التحالف الذي حدث ضد العراق ، وحسب رايس مع الأقطار المعتدلة ومن لفظ «معتدلة» يتضح أنه تحالف يستهدف ماتسميه الولاياتالمتحدة التطرف .. أي الوجودات المقاومة للوجود الصهيوني ، والمقاومة للمشروعات الأمريكية في المنطقة.. وهو ما يجب أن تتنبه إليه الأنظمة العربية التي تسعى الولاياتالمتحدة إلى استقطابها ، واحتوائها لتحرير الأجندة الأمريكية من خلالها ، ومن فوق أراضيها ، وهي أجندة كما ذكرت تستهدف ضرب المقاومة العربية والإسلامية الرافضة للصهيونية ، والمشروعات الأمريكية الاستعمارية ، أي ضرب الحركات المقاومة ، وثقافة المقاومة في كل من فلسطينولبنان ، والعدوان على إيران لإسقاط النظام الإيراني الرافض التنازل عن حقوق إيران في امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية والمقاوم للوجود الصهيوني والمشروعات الاستعمارية الأمريكية في المنطقة. مشكلة الإدارة الأمريكية في البيت الأبيض أنها تصر على سياساتها العدائية لشعوب العالم ، ودائماً ما تطلع على العالم بمشروعات استعمارية مغلفة بأغلفة نبيلة ، وتعتقد الإدارة الأمريكية أنها وحدها الذكية ، وأن العالم أنظمة وشعوباً سذج سيجرون وراءها .. صحيح أن الأنظمة والشعوب سذج سيجرون وراءها .. صحيح أن الأنظمة والشعوب قد تسايرها نظرياً ، لكنها لن تحقق لها أهدافها .. كون أمريكا قد تستقطب بعض الأنظمة وتحتويها ، لكنها لن تستقطب الشعوب وتحتويها.. وستظل الشعوب تقاوم أية مشروعات أمريكية.. ولن تنجح الإدارة الأمريكية في تمرير وتحقيق أهدافها ؛ لأن هناك مقاومة لاتفتر في العالم وفي المنطقة العربية والإسلامية .. لذا فإن مشروع التحالف الأمريكي مع الأقطار المعتدلة في المنطقة العربية سيسقط كما سقط مشروع الشرق الأوسط الجديد تحت ضربات المقاومة وثقافتها. ولن يكون هناك سلام وأمن واعتدال وقبول للأمريكان إلا إذا غيروا من سياستهم الاستعمارية والداعمة للاستيطان والعدوان الصهيوني.. ووقفت بحق في قضية الشعب الفلسطيني ، وفقاً للقرارات الدولية.. وماعدا هذا فالعداء لأمريكا مستمر إلى ما لانهاية.