اليوم.. أمام المشروع الامريكي الصهيوني «الشرق الأوسط الجديد» يتوجب على القيادات العربية أن تستنهض الهمم، وترتقي إلى مستوى المسؤولية القومية. والوطنية وحتى من باب الحرص على أنظمتهم، واستمرار حكمهم في أقطارهم ويستدعوا من ذاكرتهم المشروع الذي طرحه الرئىس علي عبدالله صالح، وما زال يطرحه، وهو مشروع النظام العربي الجديد في مواجهة المشاريع الامريكية الصهيونية التي تسعى إلى وضع المنطقة العربية تحت هيمنتها وسيطرتها أرضاً، وشعوباً، ومقدرات، يقوم على إدارتها أو تدار من قبل الكيان الصهيوني الذي تسعى المشاريع الامبريالية الامريكية الصهيونية منذ عقود من الزمن، وما زالت تحملها، حيث حملتها إلى المنطقة من جديد «كونداليزا رايس» وزيرة الخارجية الامريكية خلال زيارتها للمنطقة يومي 24- 25 يوليو، نعم ما زالت الإدارة الامريكية الصهيونية متمسكة بمشروعها لشرق أوسط جديد تكون فيه الهيمنة والقيادة والإدارة وصاحبة القرار حكومة الكيان الصهيوني.. كذراع عسكرية متقدمة في الشرق الأوسط للامبريالية الامريكية. الأستاذ سمير رشاد اليوسفي نبه إلى هذا المشروع الخبيث والخطر الذي فشلت الامبريالية الامريكية الصهيونية في تحقيقة سياسياً.. فسعت إلى استخدام أسلوب آخر وهو الأسلوب العسكري وإثارة الفتن الطائفية، وتحت مظلة نشر الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب كما عملت في العراق، وكما عملت مع الفلسطينيين، وتعمله مع لبنان وباستخدام الآلة العسكرية الصهيونية، وبحماية دولية تقودها الإدارة الامريكية، جنباً إلى جنب مع تهديد سوريا، وتغذية المشاكل الانفصالية في دار فور، وتغذية النزاع الطائفي القبلي في الصومال، ولوحت أكثر من مرة إلى الأقباط في مصر، وهي ماضية في مخططها الذي ما زال معوقاً بفعل وجود مقاومة عربية صلبة ومضحية، تجهد الإدارة الامريكية الصهيونية البريطانية لإخمادها وإذلالها والفتك بها بالعنف والقوة وإرهاب الدولة الرسمي. الأستاذ سمير في موضوعه بعنوان «شرخ» أوسط جديد!!.. في صحيفة الجمهورية بتاريخ 26/7 الأربعاء العدد «13433» تتبع تاريخياً بلمحات سريعة وكافية حكاية المشروع الاستعماري الجديد، والذي بدأ بمعاهدة «سايكس بيكو» عام 1916م، والفرق أن مشروع اليوم يذهب إلى تفتيت أكثر للمنطقة العربية مع إدخال إيران وباكستان وتركيا ضمن هذا المشروع. أنا ألتقي مع الأستاذ سمير أن المقاومة العربية لا بد من دعمها لإعاقة تحقيق المشروع والاتجاه نحو إقامة نظام عربي جديد يقوم على الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة والتسلح، وتتحطم داخله العصبية والتطرف الديني والمذهبي والمناطقي والاجتماعي والسياسي، وتمسك القيادات والأنظمة العربية بالمبادرة وتحديد النظام الذي تريده.. وأنا مع الأستاذ سمير بأن المشروع العربي موجود، وما عليهم إلا العودة إلى المشروع الذي قدمته اليمن وستجد فيه المخرج والانتقال من النظام القديم إلى نظام جديد تتهاوى على جنباته المشاريع الاستعمارية.