بعد التحولات العربية التي أطلق عليها الأمريكان «الربيع العربي»، وأدت إلى وهن، وضعف النظام العربي.. إلا أن نتائج الربيع العربي لم تؤد إلى ما كان الكيان الصهيوني، والإدارة الأمريكية يهدفون إليه.. وهو إفراز نظام عربي يقبل بالعدو الصهيوني.. وإذا كان هناك هدف قد حققته ما سميت بالثورات العربية، فلا يزيد عن «الفوضى الخلاقة» التي وصلت إلى «سورية» ووجدت الطريق أمامها مسدودة، وتعثرت ثورات الربيع، أمام صلابة، وقوة، وتماسك النظام السوري رغم الهجمة الشرسة التي تعرض لها من الغرب، والصهاينة لإسقاطه، وتدمير الدولة السورية لإنهاء ما يسمى مقاومة، وممانعة للمشروع الصهيوني، لكن سورية خيبت الآمال، وأفشلت المخطط والمؤامرة، وبدأ الغرب والصهاينة يشعرون بالهزيمة في سوريا، وأن سورية أسقطت مشروعهم، وأنها ستكون «أي سورية» بداية ومنطلقاً لنظام عالمي جديد تنتهي فيه الهيمنة الأمريكية الغربية الصهيونية على العالم.. وأن نظاماً عربياً جديداً سوف يولد من جديد مقاوم، ممانع للمشاريع الاستعمارية الامبريالية الصهيونية.. وهو ما دعا الإدارة الأمريكية إلى العمل لضمان بقاء ذراعها العسكرية المتقدمة في الشرق من خلال العصابات الصهيونية في فلسطين على اعتقاد من الإدارة الأمريكية أن العرب اليوم في أكثر حياتهم غياباً، وطاعة لتحقيق ذلك، وبدأت مساعيها، وتحركاتها مع بعض القوى العربية في هذا الاتجاه.. لكنهم وجدوا صداً، وممانعة، خاصة بعد أدركوا أن الحرب على سورية قد فشلت أمام محور المقاومة، الذي سيخرج من هذه الحرب أقوى، وأقدر، وأكثر تمكناً.. الأمر الذي أثر على النظام العربي وخاصة المعتدل منه من الإقدام على خطوة لتلبية المطالب الأمريكية الصهيونية التي حملها «جون كيري» وزير خارجية الإدارة الأمريكية. فما هي المطالب الأمريكية الصهيونية؟!! «كيري» وخلال تردده مباشرة، أو من خلال مبعوثين إلى المنطقة وبشكل نشط، إنما كان بغرض، وهدف إجراء تعديلات على المبادرة العربية التي أقرتها الجامعة العربية في بيروت في بداية العقد الأول من الألفية الثالثة، والتي تضمنت أن العرب يوافقون على حل الدولتين وفقاً للمرجعيات الدولية. وحسب «العربي» أمين جامعة الدول العربية.. أن موضوع طلب تعديل المبادرة العربية كان قد طُرح من قبل «كيري» على الجامعة العربية، بصفتها المسئولة عن المبادرة، إلا أن هذا الطلب قد رفض، ولم يذكر أية تفاصيل حول الطلب، مع أن هناك مصادر أخرى تقول إن أهم التعديلات التي طلبت هو تضمين المبادرة الاعتراف بإسرائيل كدولة «يهودية».. إلا أن الجهود الأمريكية في هذا الإطار مازالت مستمرة، فهي لم تيأس، مع أن تحقيق هذا المطلب كل يوم يمر يزداد تعقيداً.. مع توالي انتصارات المقاومة والممانعة، والتحولات الدولية مع ولادة دول «بريكس» إنما يبقى على العرب اليقظة.. فالفخاخ المنصوبة كثيرة. رابط المقال على الفيس بوك