نجد بعض السياسات العربية تجاه القضاياوالمشاكل العربية المثارة قد برمجت وفق الأجندة السياسية الأمريكية في الشرق الأوسط ،وبموجب ذلك تتحدد مواقف هذا البعض العربي ، وتتطابق مع المواقف الأمريكية التي لاتخدم القضايا العربية العادلة ،بقدر ماتخدم الوجود الصهيوني العنصري اللاشرعي في فلسطين والأراضي العربية المحتلة في جنوب لبنا ن،والجولان السورية.. ومثل هذا البعض العربي يؤثرون سلباً على إحياء مسيرة السلام الشامل والعادل في الشرق العربي وبالتالي يخدمون العدو الصهيوني من حيث يدرون ،ومن حيث لايدرون.. وأقول هذا تجاوزاً.. أما الحقيقة فإنهم دون شك ،ولامحالة يدرون أن مواقفهم مع السياسة والمواقف الأمريكية تخدم العدو الصهيوني.. باعتقاد منهم أنهم بذلك يرضون الادارة في البيت الأبيض الأمريكي ،وهم يعلمون أنهم لايمكن أن يحظوا برضا الادارة الأمريكية ،التي لاترى فيهم الحكام والأنظمة التي يقنعون البيت الأبيض ببقائهم في سدة الحكم في أقطارهم.. وأن مايقنع البيت الأبيض هواستبدالهم بأنظمة وحكام تضعهم الادارة الأمريكية نفسها ،وتديرهم با«الرموت» من داخل البيت الأبيض.. والبعض العربي هذا الدائر في فلك التبعية للسياسة الأمريكية يعلم ذلك.. لكنهم كذلك الطائر الذي حين يحس بالخطر حوله.. فيدفن رأسه في الرمال.. واهماً أنه يتحاشى الخطر يهاجمه عدوه ،وهو غارس رأسه في الرمال. هذا البعض العربي الذي يوالي السياسة الأمريكية تجاه فلسطين ،والعراق ،ولبنان ،بالعلن ،أو بالسر ،بالظاهر ،أو بالباطن لن يفلتوا من مخالب النسر الأمريكي.. فالادارة الأمريكية تستخدمهم اليوم لتمرير وفرض سياستها الشرق أوسطية في فلسطين والعراق ولبنان.. وماإن تفرغ من ذلك وتستتب لها الاوضاع.. ولربيبتها الكيان الصهيوني.. حتى تلتفت لهذه الأنظمة العربية التي تجاملها السياسة الأمريكية يوصفها بالأنظمة المعتدلة.. والمسألة مسألة وقت ، وأولويات في الأجندة الأمريكية الخاصة بالشرق العربي.. فدور الأنظمة العربية سيأتي بعد أن تستعين بهم ضد الوجودات العربية المصنفة بالتطرف والإرهاب.. الذين يحتلون الأولوية في السياسة الأمريكية.. فهم من يقلقون الامريكان في المنطقة.. أما الأنظمة التي توصف امريكا بالمعتدلة فتأتي في المرحلة الثانية.. لأنها لاتقلق امريكا ، ولا تهدد الكيان الصهيوني العنصري الغاصب.. ثم إن إزالتها من وجهة النظر الأمريكية. لن يتطلب عناءاً ومشقة.. لأنهم الوجودات العربية الأضعف التي ستنهار وتسلم للأمريكان بيسر وسهولة. لا أعتقد أن البعض العربي الأمريكي المعتدل يعلمون ذلك ومع ذلك ينتظرون قضاهم وقدرهم الأمريكي ،وكأنها قدر حل عليهم من السماء.. فواعجباه!!!