اليوم.. يقفز إلى الذهن العربي سؤال مفاده التالي: ماذا سيفعل العرب إذا لم تستجب الإدارة الأمريكية للمبادرة العربية للمعتدلين، التي حملها الملك/عبدالله الثاني لعرضها على الأمريكان، وظل الأمريكان على سياستهم المنحازة للكيان الصهيوني؟! المبادرة العربية للسلام التي عرضها الملك/عبدالله الثاني على الأمريكان يوم الأربعاء «7» مارس هي مشروع الأنظمة العربية المعتدلة حسب وصف أمريكا لهم «للسلام»، وهي نفس المبادرة التي أقرتها القمة العربية في بيروت عام 2002م، لكنها جوبهت بالرفض الصهيوني، وما زال العدو الصهيوني حتى اليوم يرفضها ولو جزئياً.. فوزيرة خارجية الصهاينة «لفني» صرحت بضرورة إعادة النظر في مبادرة السلام العربية.. مشيرة بوضوح إلى البند الذي ينص على حق العودة، وهو ما رفضه أمين عام الجامعة العربية «عمرو موسى» الذي صرح عقب اجتماع وزراء خارجية العرب في القاهرة أوائل مارس.. مؤكداً رفض أي تعديل على المبادرة العربية للسلام. القمة العربية القادمة إلى جانب القضية العربية الفلسطينية أمامها العديد من القضايا، ومطلوب منها العديد من المواقف تجاهها.. القضايا هي: 1 قضية الخلاف اللبناني اللبناني. 2 قضية الاحتلال الأمريكي للعراق. 3 قضية دارفور. 4 قضية المواجهة الإيرانية الأمريكية. إلى حد الآن نجد أن الإرادة العربية على الأقل ظاهرياً تتعارض مع الإرادة الأمريكية الصهيونية.. بل إن هذه القضايا هي موضع خلاف شديد وكبير بين الأنظمة العربية العربية.. لأن الطرف العربي الآخر الذي يسمى بالمتشدد أو الممانع لا يتفق في كل هذه القضايا مع الطرف «المعتدل». إن النظام العربي واقع في مأزق كبير، وكبير جداً، وفي موقف حرج جداً بين إرادة النظام العالمي «الإرادة الأمريكية» وبين متطلبات جادة ومخلصة وصادقة مع عدل القضايا العربية التي تحتاج إلى موقف عربي حازم وقوي وفعال وعملي يتمثل في قرارات عربية سياسية واقتصادية يلتزم بها الجميع نظرياً وتطبيقياً لنصرة العدل والحق العربي بدءاً بالقضية العربية الفلسطينية وانتهاءً بإعادة النظر في العلاقات العربية مع النظام العالمي على العدل والمساواة والندية والحق والتعاون. العرب اليوم يحتاجون إلى الثقة بأنفسهم، وثقتهم ببعضهم البعض وبإمكاناتهم وقدرتهم على تحقيق وجودهم في هذا العالم الذي لا يعترف بالضعفاء، ولا يعير بالاً للخائفين، ولايعطي اعتباراً للمترددين.. إنها سنة الحياة، فإلى متى يظل العرب يدفنون رؤوسهم في الرمال؟! على العرب أن يدركوا تماماً أن الفرصة اليوم لفرض وجودهم أكثر منها بالأمس، وأكثر منها غداً.. الأمر لا يحتاج منهم سوى أن يمتلكوا الإرادة العربية في قمتهم، ويتخذوا قراراً جريئة تجاه كل القضايا العربية، بل ويستعيدوا زمام المبادرة إلى أيديهم.. ليتوحد العرب حول هذه القضايا.. وليكن لكل داخل عقر داره ما يشاء، وليكن العرب عوناً لبعض لتكن هذه القمة العربية قمة الإرادة العربية.. وأنا على ثقة لو صارت كذلك فلن يخيبوا.. وسيسعى الآخرون لودهم.