يتوصل الفلسطينيون إلى الوفاق بعد جهود عربية كُلّلت باستضافة السعودية للفلسطينيين في مكة، وتحت رعاية الملك عبدالله توصلوا إلى وفاق بموجبه شكلت الحكومة الفلسطينية «حكومة الوحدة الوطنية»، والتي جاء بيانها مُقراً بوجود الكيان الصهيوني في حدود ما قبل «5» حزيران 1967م من القرن الماضي. هذا واضح في بيان الحكومة الفلسطينية، حين أكدت على السلام وفقاً للمبادرة العربية المقرة في قمة بيروت العربية عام 2002م، وحسب قرارات الشرعية الدولية، والقبول بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي الفلسطينية قبل عدوان 1967م، وعاصمتها القدس.. والحكومة قد أقرت المبادرة العربية واعترفت بها دون أي تعديل يُذكر.. رافضة مطالب الكيان الصهيوني بإجراء تعديلات على المبادرة العربية.. كما رفضت الجامعة العربية والحكومات العربية أية تعديلات تدخل على المبادرة العربية للسلام.. وهذا الرفض يعد رفضاً لمطلب الصهاينة إعادة النظر في البند الخاص الذي يتضمن حق العودة.. وذلك ما طرحته وزيرة الخارجية الصهيونية «ليفني» دون تحفظ. الموقف الأوروبي الأمريكي رغم التغير الكبير بل والجذري في موقف الحكومة الفلسطينية ما زال هو الموقف الرافض للحكومة، لأن الصهاينة يريدون ذلك.. أي أن الأوروبيين والأمريكان يصرون على استمرار الحصار، وعدم التعامل مع الحكومة الفلسطينية.. فأين سيكون العرب أو النظام العربي من هذا؟ الأمريكان، كما قالت رايس وزيرة الخارجية، تقول: ماذا تعني الحكومة بتأكيدها على حق المقاومة بجميع أشكالها؟ طبعاً الحكومة تعني المقاومة المقاومة التي أقرتها القوانين الدولية بما فيها ميثاق الأممالمتحدة.. فالأمريكان قاوموا الاحتلال البريطاني، والفرنسيون قاوموا الاحتلال النازي.. وهذا ما تقصده الحكومة في بيانها. إنه مبرر غير كافٍ ليستمر الموقف الأوروبي والأمريكي من الحكومة الفلسطينية.. ولتتويه العرب والفلسطينيين عن مبادرة السلام العربية، والبحث في خلافات جزئية، أو لفظية لاستهلاك الوقت، وإعطائه للصهاينة لإعادة ترتيب بيتهم المنهار من الداخل.. وهذا هو المعتاد من الكيان الصهيوني الذي يهيمن ويتحكم ويوجه المواقف الأوروبية والأمريكية، ويفرضها على النظام العالمي الجديد الذي دائماً وأبداً يفرض الشروط على أصحاب الحق المظلومين، ولم يفرض أي شروط على الغاصب المحتل العنصري الإرهابي «الكيان الصهيوني»..! هذا هو الموقف الصهيوني الأوروبي الأمريكي.. فماذا سيكون الموقف العربي في القمة العربية في الرياض؟ إننا ننتظر في الوطن العربي كله من القمة العربية أن يخرج الرؤساء العرب بقرارات تنتصر لإرادتهم وحقهم وكرامتهم ممثلة في المبادرة العربية للسلام، وألا ينتصروا للإرادة الصهيونية المعادية للسلام والرافضة الاعتراف بالحق العربي الفلسطيني. إن الموقف العربي في القمة القادمة يجب أن يتبنى قرارات تنتصر للحقوق العربية الفلسطينية ضد الصهاينة، وكل من ينحاز لها.. وأن يطالبوا أمريكا بأن تتوقف عن مقاومة ما تسميه بالإرهاب، وتنسحب من العراق وأفغانستان، مقابل أن تتخلى الحكومة الفلسطينية عن حق المقاومة للمحتل والغاصب، وأن يكون أول قرار للقمة هو إنهاء الحصار للحكومة والشعب الفلسطيني، وإيقاف أية علاقات أو تعامل مع الكيان الصهيوني.