المعلوم أن الإدارة الأمريكية قد قسمت العرب إلى قسمين هما: أ قسم متطرف. ب قسم معتدل. وهي بهذا التقسيم تعني تحديداً الأقطار العربية المحيطة بفلسطينالمحتلة وأقطار مجلس التعاون الخليجي، وقد اعتمدت في هذا التقسيم على تقييم صهيوني - أمريكي.. فكل من هو ممانع مقاوم للمشروع الأمريكي - الصهيوني يعد من التيار المتطرف في المنطقة، وكل من هو مهادن مؤثرٌ السلامة، حسب الإدارة الأمريكية، للمشروع الأمريكي - الصهيوني يعد من التيار المعتدل.. ويدخل في التيار الأول «سوريا، السودان»، ومن المنظمات «حزب الله، أمل، التيار الوطني الحر، تيار المردة، الموحدون، وكل التيارات المناصرة للمقاومة في لبنان»، و«حركتا حماس، والجهاد، وكل الحركات المقاومة في فلسطين».. أما التيار المعتدل فهو، حسب الإدارة الأمريكية «السلطة الفلسطينية «الرئاسة»، والحكومة اللبنانية، والأردن، وأقطار مجلس التعاون، ومصر». طبعاً هذا التقسيم غير سليم، ومبني على معطيات خاطئة استندت إليها الإدارة الأمريكية، كما أنه سعي فاشل من قبل الإدارة الأمريكية للتدليس وتملّق ما أسمته بتيار الاعتدال، وكسبه وتحريضه على التيار المتطرف.. وأىضاً لتشكل منه جبهة واحدة من العرب تهدف إلى تغيير رؤية المنطقة للكيان الصهيوني كعدو يهدد المنطقة، وإحلال محله إيران كعدو يهدد المنطقة، وبدلاً من التركيز على العدو الحقيقي «الكيان الصهيوني» يصبح التركيز على إيران الشقيق كعدو يهدد كل المنطقة.. وهو أمر لم تفلح فيه الإدارة الأمريكية، لأن من حاولت التدليس عليهم وتملقهم بهذه الألقاب الجميلة ومنحهم الرضا «لاعتدالهم» ليسوا بالأغبياء، ولا بالسذج، وهم يحملون مبادرة للسلام في الشرق العربي لا تلتقي أبداً مع المشروع الصهيوني - الأمريكي، وهي مبادرة السلام العربية التي وضعها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأقرتها القمة العربية في بيروت بالإجماع، وقبل بها من يدعي البيت الأبيض أنهم متطرفون.. والمبادرة العربية تشير بما لايدع مجالاً للشك أن العرب جميعاً على خط واحد، هو خط السلام، وفقاً للمبادرة العربية.. لا متطرف ولا معتدل بينهم، بل هم جميعاً مع السلام العادل والشامل وحسب الشرعية الدولية الخاصة بالقضية العربية الفلسطينية. وتتوهم الإدارة الأمريكية حين تعتقد أن العرب جميعاً، والمعتدلين، كما تسميهم الولاياتالمتحدة، ينتظرون ويقبلون أن تحدد لهم الإدارة الأمريكية من هو عدوهم، ومن هو صديقهم.. لأنهم يعلمون العدو من الصديق، وهم وحدهم من يحددون صديقهم وعدوهم، ويتعاطون ويتعاملون مع هذا أو ذاك.. وقد سمعنا نتائج القمة العربية في دمشق، والإصرار على المبادرة العربية كشرط للسلام، ولم يختلف حولها المتطرف ولا المعتدل، حتى الذين لم تسمح لهم الظروف من القيادات العربية لحضور قمة «دمشق» لم يترددوا في إعلان تمسكهم بالمبادرة العربية للسلام دون أي تنازلات أو تعديلات.. وهو ما يجب أن تفهمه الإدارة الأمريكية الحالية، والإدارة الآتية أن المبادرة العربية للسلام هي الحل، والخيار الآخر المقاومة والممانعة.