العالم كله، والأنظمة العربية بصفة خاصة يعرفون أن الرئيس الباكستاني المستقيل «برويز مشرف» كان حليفاً استراتيجياً ل «الولاياتالمتحدة» في حربها ضد أفغانستان «طالبان، والقاعدة» وكان لباكستان «مشرف» دور لوجستي» لعب بما لايدع مجالاً للشك دوراً في غزو التحالف الغربي بقيادة الولاياتالمتحدة لدولة «أفغانستان» وإسقاط نظام «طالبان» وملاحقة تنظيم القاعدة فيها.. وكان ذلك موقف الحليف «مشرف» حتى استقالته .. دون أن تحرك إدارة «البيت الأبيض» أي ساكن،أو حتى تبدي أسفها.. بقدر ماكان الموقف الأمريكي سلبياً، بل كان موقفاً أضعف موقف «مشرف» أمام المعارضة التي ضغطت عليه حتى استقال في «12 أغسطس» الماضي.. ليترك التنافس على الرئاسة الباكستانية لأحزاب المعارضة «الشعب،وحزب الرابطة الإسلامي». هكذا هي «السياسة الأمريكية» لاتصادق ولاتتحالف إلا في حدود مايحقق أهدافها وأطماعها.. ثم تنسى وتنسف معاهدات الصداقة واتفاقات التحالف.. فلا عهد، ولا أمان لها.. وهو مايجب أن يفهمه ويدركه العرب «معتدلين ومتشددين» إنها لاتحب أحداً لا معتدلاً ولا متشدداً.. وكل ماتريده من ذلك هو تقسيم العرب أو النظام العربي إلى معسكرين «ضد بعضهما» ليضرب بعضهما بعضا، وتدخلهم في فتنة، تمكنها من تقوية طبقاتها السياسية التي أعدتها للانقضاض على الحكم في أقطار الوطن العربي «حكومات موظفه لدى البيت الأبيض» محل «الحكومات والأنظمة الوطنية» هذا هو هدف السياسة الأمريكية.. جنباً إلى جنب مع ضمان أنظمة عربية تقبل ب «الكيان الصهيوني» كصديق .. أو كقيادة مركزية لكل المنطقة العربية.. بصفتها ذراعاً عسكرية أمريكية متقدمة للولايات المتحدةالأمريكية. على النظام العربي أن يعيد حساباته، وترتيب أوراقه، وفقاً للمصالح العربية «حرية وسيادة، ،واستقلالاً» وينسوا تقسيم الإدارة الأمريكية لهم «معتدلين،ومتشددين» وينسوا الأعداء الوهميين الذين توهمهم بهم «الإدارة الأمريكية» .. على النظام العربي إصلاح مابينه البين ويعود للحمة والإخاء، ويسوي مابينه وبين الجوار الإسلامي بروح الأخوة، وحسب مصلحة الجميع.