- منذ فترة والدولة الباكستانية تعاني من عدم الاستقرار والانقلابات المتتالية منذ إعدام “ذو الفقار علي بوتو” وحتى اتبان “برويز مشرف” الذي أتى أيضاً من خلال انقلاب عسكري.. وبدلاً من إقصائه من قيادة الجيش إذا به يقصي “نواز شريف” ويأتي هو إلى رئاسة البلاد ومن سوء حظه أنه لم يتمتع بهدوء ولو نسبي حتى كانت أحداث 11 سبتمبر في الولاياتالمتحدة عام 2001م وذلك بالاعتداء على مؤسسات النظام الأمريكي الاقتصادية والعسكرية.. الخ من قبل تنظيم القاعدة حسب إعلان بن لادن من أفغانستان. القوى الإسلامية كانت تنأى بنفسها في باكستان عن الصراع الدائر، والذي كان وراء الإنقلابات ومقتل رئيسين هما “بوتو وضياء الحق” ونفي رئيسين هما “بناظير ونواز شريف” لكن القوى الإسلامية انتفضت واستيقظت من سباتها حين قبل “برويز مشرف” أن تستخدم الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الأجواء والأراضي الباكستانية من قبل القوات المتحالفة بقيادة الولاياتالمتحدة أثناء غزو أفغانستان لضرب وإسقاط نظام طالبان، واجتثاث القاعدة بقيادة بن لادن، وبدأت القوى الإسلامية تعمل ضد النظام وتعاديه وتناهضه لسماحه لقوات التحالف استخدام الأجواء والأراضي الباكستانية لضرب وغزو افغانستان، وتنامت أيضاً في هذه الأجواء قوة القاعدة وطالبان الباكستانية، وتنامى نشاطهما في الباكستان، وبدأت عملياتها العسكرية ضد الجيش الباكستاني، وضد الدعم لقوات التحالف من داخل الباكستان، كما نشطت التيارات الإسلامية الأخرى ضد النظام الباكستاني حتى وصل إلى اغتيال “بناظير” بعد عودتها والتي كانت مرشحة لرئاسة الوزراء. ومع كل ذلك لم تستطع الولاياتالمتحدة أن تدعم وتساند حسب وعودها النظام الباكستاني في شدة أزمته التي أسقطت “برويز مشرف” الذي أباح لقوات التحالف كل باكستان.. لتثبت الولاياتالمتحدة أنها لا تفي مع أي حليف ومازالت تستبيح الباكستان وسيادتها، وتقوم بعمليات عسكرية دون علم النظام الباكستاني ومنها عملية قتل بن لادن.. أي أن السياسة الباكستانية أضاعت البلاد وسيادتها أمام التحالف الغربي، وأضاعت الأمن والاستقرار بخصومتها مع الإسلاميين وطالبان وقاعدة باكستان.. وهاهي تعيش مستباحة ودون أمن واستقرار.