الإخوة الأعداء (بوتو، ونواز) في باكستان تحالفوا ووحّدوا الجهود ضد الرئيس (مشرف)، ونجحوا بالحصول أغلبية برلمانية، وبالتالي إرغام مشرف على تكليف مرشحهم لرئاسة الحكومة، وكان ذلك. بعد ذلك بدأ التحالف يخطط لإقالة مشرف، وأعدوا له قائمة من الاتهامات.. مشرف وجد نفسه «وحده» أمام تياري المعارضة الحاكم والحرب الاستنزافية التي تشن ضد الجيش، وأمام العمليات الإرهابية الانتحارية من مختلف التيارات المتطرفة.. وحليفه تخلّى عنه.. هذا الحليف «النظام الأمريكي» لم يعد بحاجة ل(مشرف) فقد أخذ منه كل ما يريد في غزو «أفغانستان» والحرب على القاعدة وطالبان.. لذا تخلى (بوش) عن حليفه لتجبره المعارضة بضغوطاتها الثقيلة على الاستقالة «لكن لا أعتقد أن استقالة مشرف كانت دون الاتفاق على صفقة مع المعارضة.. أقلّها ضمان سلامته وعدم ملاحقته». لكن ماذا حدث بعد استقالة (مشرف)؟! عاد الإخوة الأعداء إلى سابق عهدهم.. و(نواز شريف) أطاح ب(بناظير بوتو) بتهم فساد ضد زوجها، واستغلال زوج بوتو للسلطة لممارسة الفساد.. وحين سقطت (بوتو) ذهبت خارج البلد.. وجاء نواز شريف إلى رئاسة الحكومة، وعانى الحكم في ظله الكثير من الفساد السياسي والاقتصادي وكذا الاجتماعي، ويظهر أنه دخل مع الرجل القوي في الجيش في خلاف.. وهو (مشرف)، فأراد التخلص منه عند عودته من زيارة إلى الهند بإعطاء تعليمات بعدم السماح لطائرته بالهبوط، فإن امتثل، ما لم فيتم قصفها.. لكن (مشرف) استطاع من خلال نفوذه القوي في الجيش أن يؤمن نزوله، وينقلب على (نواز) وهو في الجو.. واعتقل (نواز) وكاد «يعدم» لولا تدخل «السعودية» لتخفيف حكم الإعدام بالسجن ثم السماح له بمغادرة البلاد والإقامة في السعودية، تحت ضغوط أمريكية بإقامة نظام ديمقراطي في باكستان.. وطلب من مشرف أن يخلع «البذلة العسكرية» عاد الإخوة الأعداء (نواز، وبوتو) ليتحالفوا ويسقطوا (مشرف).. وهاهم اليوم يعودون إلى عدائهم ويختلفون حول الرئاسة، وينسحب (نواز) من التحالف، ولتبدأ المواجهات بين جماهير الشارع، والفوضى من قبل حزب الرابطة وأنصاره، وحزب الشعب وأنصاره جنباً إلى جنب مع العمليات الانتحارية والمواجهة بين الجيش والقاعدة، مما قد يؤدي إلى الفوضى الخلاّقة، وتدخل الجيش من جديد ليعود إلى الحكم.