ال 30 من نوفمبر 67م يمثل دلالة وطنية تاريخية في حياة شعبنا اليمني الأبي، الذي ناضل وكافح من أجل الانتصار لإرادته الحرة التواقة إلى الحرية.. والانعتاق من دنس الاستعمار وعملائه الذين لم يتورعوا.. من القيام بأعمال مغايرة للأعراف الإنسانية على مدى احتلال شطرنا الجنوبي من الوطن الذي ظل يرزح لنحو 129 عاماً تحت السيطرة البريطانية للمنطقة.. حيث عمل خلالها على العبث بأبناء الشعب وفرض القوانين الجائرة عليه، أكان على مستوى مستعمرة عدن أو مناطقتها الأخرى، والتي أعاث فيها فساداً كبيراً بعد أن قام بتقسيمها إلى إمارات، ومشيخات وسلطنات وفرض الجبايا.. على الفلاحين الذين كانوا يعملون بالأراضي الزراعية فضلاً عن الممارسات التعسفية التي قام بها المستعمر المحتل.. ضد أبناء اليمن الشمالي إبان تلك الفترة الماضية إنما ممارسات كهذه لم تنطل على شعبنا اليمني، وقواه السياسية والاجتماعية، والوطنية بل كان عليه من أن يتحمل مسئولياته التاريخية والوطنية تجاه الوطن وأبنائه حيث كان له أن يشمر عن ساعديه، ويخوض عملية النضال والكفاح والذي تمثل في بداية الأمر بالمظاهرات والمسيرات الشعبية والطلابية.. والعمالية، وتلى ذلك بالانتفاضات المسلحة والتي اقلقت مضاجع المستعمر وعملائه وانتهاء بالكفاح المسلح والذي شكل البداية الحقيقية للثورة الشعبية في جنوب الوطن والمتمثل بانطلاق ثورة 14 أكتوبر عام 1963م من على جبال ردفان الشماء بقيادة الجبهة القومية، والمكونة من سبعة تنظيمات سياسية، ومن ذلك تنظيم القبائل وعلى رأسها الشهيد المناضل راجح بن غالب لبوزة.. لتعلن من تلك الجبال الرواسي البداية الأولى للكفاح المسلح والذي أمتدت شرارته إلى كل أرجاء الوطن اليمني بما فيها عدن الباسلة.. حيث خاض الثوار وفدائيي الجبهة القومية والتحرر والتنظيم الشعبي للقوى الثورية غمار حرب ضروس.. استمر لأربع سنوات متتالية من النضال الجسور ضد القوات البريطانية المتواجدة في عدن ومحمياتها الأخرى، حيث تكلل ذلك في نهاية المطاف بالنصر العظيم وتحقيق الاستقلال الوطني في ال 30 من نوفمبر 67م وخروج آخر جندي من عدن.. وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بقيادة الجبهة القومية. وعلى هذا السياق.. إذا كنا اليوم نحتفي بالذكرى ال«45» للاستقلال الوطني.. فلنا أن نحتفي أو نقف إجلالاً واحتراماً لأولئك الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداءً للثورة وللاستقلال المجيد والذي لولاهم لما تحققت الوحدة اليمنية المباركة في ال 22 من مايو 90م، ولذلك علينا جميعاً أن نعطي هذا اليوم حقه في الأهمية التاريخية.. والوطنية وكذا لأولئك المناضلين الذين كان لهم الدور الفاعل والكبير في تحقيق الاستقلال لإرساء دعائم الثورة الوطنية في جنوباليمن.. والذي كان لهذا المنجز التاريخي دلالات هامة على المستوى الوطني حيث انتقل الثوار بعد تحقيق الاستقلال إلى الدفاع عن صنعاء أثناء حصار السبعين يوماً على النظام الجمهوري الجديد.. في شمال اليمن كما أن الاستقلال كان بمثابة رد فعل قوي ومناهض للقوى الاستعمارية بالمنطقة العربية وخاصة بعد نكسة حزيران 67م. ولذلك يحق لنا أن نحتفي بهذه الذكرى ونعطيها أبعادها التاريخية والوطنية والقومية وإن كنا نعيش في ظل ظروف استثنائية نتيجة لما يشهده وطننا الحبيب من تشظيات عديدة سواءً منها السياسية أو الاقتصادية أو الأمنية.. فبوركت يا نوفمبر.. رابط المقال على الفيس بوك