حلت علينا أمس الاول الذكرى ال 45 لعيد الإستقلال 30/نوفمبر/1968م برحيل آخر جندي بريطاني من جنوباليمن الطاهر. كان الجنوب آنذاك يعيش تحت وطأة الإستعمار البريطاني، يعاني الظلم والويلات والقهر والتعذيب والممارسات القمعية وسياسة الاضطهاد، ولم تكن عدن وحدها من يعاني من الإستعمار، فقد كانت بريطانيا(المملكة التي لاتغيب عنها الشمس) تستولي على مستعمرات كثيرة في أنحاء العالم. ولم يستسلم اليمنيون لهذا الإستعمار، كيف لا وهم الذين لايعرفون غير الحرية، ولا يرضخون إلا لله والوطن، وقاموا بإشعال ثورتهم ضد المستعمر البريطاني ب 14/أكتوبر/1963م ، وتحرك مارد الثورة، وأنتفض أبناء الشعب اليمني للتحرر من الإستعمار الغاشم، وتقدم الأحرار والثوار يقودون انتفاضتهم الشعبية والحربية ويقومون بعملياتهم العسكرية وهجماتهم الحربية على مواقع ومراكز المستعمر البريطاني. ورغم ما يمتلكه المستعمر البريطاني من قوة وعتاد ومال، لم يكن بمقدوره الحفاظ على مستعمرته، فقد كانت إرادة الشعب اليمني أقوى من إرادة المستعمر الغاصب، وإرادة اليمنيين أقوى من إرادة البريطانيين. وخلال خمس سنين من إندلاع ثورة 14/أكتوبر/1963م عاش المحتل البريطاني أسوأ أيامه ، وأتعس لحظاته، ولم يذق طعم الراحة، ولم يهدأ له بال، ولم يغض له طرف، وكل يوم يفقد مواقعه العسكرية، مراكز نفوذ، ومخيمات جنوده، ومدرعاته وعرباته العسكرية، وضاقت عليه اليمن بما رحبت، وحاصره الثوار البواسل من كل جانب، ولقنه الأحرار دروساً قاسية. ولم يجد المستعمر أمامه سوى الرحيل من أرض اليمن الغالي، مرغماً ومجبراً ذليلاً، يجر خلفه أذيال العار والهزيمة، مطأطئين رؤوسهم بين أقدامهم، يلملمون جراحهم، ويندبون حظهم العاثر، ويسقطون أعلام بلدهم المحتل التي كانت رمزاً لقوتهم وعظمتهم، ويدمرون بيوتهم بأيدهم وأيدي المؤمنون. وفي ال 30/نوفمبر/1968م رحل آخر مستعمر بريطاني من أرض اليمن الطاهر، ورحلت معه الكوابيس المخيفة، والإعتداءت اليومية، وأشباح جنود الإحتلال الغاشم ببزاته العسكرية، ومدرعاته الحربية. وتحرر الجنوب من الإحتلال، وأرتفعت أعلام اليمن معلنةً عهداً جديد، وعادت الإبتسامة إلى ثغر اليمن الباسم عدن. كم هو عظيم هذا الشعب اليمني، وكم هي عظيمة تضحياته الوطنية. عاش اليمن حراً عزيزاً.... ولا نأمت أعين الجبناء... [email protected] رابط المقال على الفيس بوك