قبل حين سألني الأخ يوسف نعمان، الطالب بجامعة تعز قسم اللغة الإنجليزية حول المدارس النقدية الحديثة ، وقد كنت أرسلت له إشارات عابرة حول النقد الأدبي الناجم عن علم الجمال ، وأذكر هنا كوكبة من الأسماء التي ساهمت في تأصيل هذه المفاهيم ، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر فلاسفة الإغريق ، ثم الماديون الأوروبيون بشقيهم المثالي والديالكتيكي ، ومنهم على سبيل المثال هيغل وفور باخ وانجلز ، ثم المتابعون اليساريين لذات المدرسة التاريخية الفكرية الهامة ، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر روجيه جارودي في رائعته ( واقعية بلا ضفاف) ، وتروتسكي في مقاله ( ما الأدب ) ، وآرنست فيشر في مقاربته الهامة بعنوان ( ضرورة الفن ) ، وجورج لوكاش في بحثه الهام بعنوان ( ثلاثية الثقافة ) الذي لم أجد لها أصلاً مترجماً بالعربية . من الأسماء السابقة نكتشف مدى فقر المؤلفات العربية في الأبحاث الجمالية ، وأستطيع الإشارة استتباعاً إلى أن اهتمام العرب بالمدارس النقدية المقرونة بالأدب كانت وما زالت أكثر حضوراً ، حيث تابعنا دوماً الرؤى النقدية العربية حول المناهج البنيوية والتفكيكية وحتى الألسنية الأحدث، كما عند ( رولان بارت) و(تشومسكي) ، وبنفس الحضور الأفقي للنقد العربي التاريخي المجير على الجرجاني والجاحظ ، وعلى ذات المنوال نالت الدراسات النقدية حضوراً واضحاً في الجامعات العربية ، فيما توارت الدراسات الجمالية لأسباب لا أفهمها . أقول هذا الاستنتاج التواق إلى العناية الأكاديمية بالنقد الجمالي عطفاً على شمولية الدراسات الجمالية التي تناور على مربعات مفاهيمية متعددة كالفلسفة والأنواع الفنية في خصوصيتها ، والظاهرة الجمالية بشكليها المهني الحرفي ، والتطبيقي الشعبي، بما يؤشر إلى أن علمي جمال الشكل والمضمون يمثلان رافعة أشمل في قراءة الأنواع الفنية بما فيها الأدب بوصفه شكلاً من أشكال الفن . [email protected] رابط المقال على الفيس بوك