مما لا جدال فيه أن في حياة كل إنسان راءٍ سلسلة من الكتب المؤثرة على مساراته الفكرية، وبالنسبة لي شخصياً مازلت أقوم بإطلالات متقطعة على الكنوز المعرفية المُودعة في بطون الكتب، وأذكر منها مثالاً لا حصراً الكتب الفلسفية المادية البرهانية الأوروبية، وكتب التصوف العرفاني وفي المقدمة منها (الفتوحات المكيّة) لابن عربي، وكتب النقد والجمال، وخاصة تلك المُحايثة للأغارقة، وهيغل، وجورج لوكاش.. وأنتهز هذه المناسبة لأعيد إلى ذاكرتي بعض محطات قراءاتي الهامة، ابتداءً من داروين في (أصل الأنواع)، وأُصول الفلسفة الماركسية لبوليتزر، وكلاسيكيات ماركس وانجلز ولينين، وتاريخيات حبيب جاماتي وطه حسين ومحمد حسين هيكل وعلي أحمد باكثير...، والكتب الفلسفية الوضعية لزكي نجيب محمود، والمقاربات الفكرية لمحمود أمين العالم، ومحمد عابد الجابري، وحسن حنفي، ونصر حامد أبو زيد، والحكمة الصينية النابعة من “صن تسو” صاحب ملحمة (فن الحرب), وحتى ماوتسي تونغ وخاصة في مقالاته الفلسفية الرشيقة، والروايات الأمريكية العقائدية .. وبالتوازي روائع الأدب الكلاسيكي الروائي الروسي كما عند تولستوي وجوركي وغوغول وتشيخوف. كما أن روجيه جارودي الفلسفي العرفاني محطة هامة في قراءاتي، وأيضاً ديفيد تفلر عالم المستقبليات السبّاق إلى كشف مدينة المستقبل.. ولا أنسى آداب ومعارف التراث العربي الإسلامي القديم من التفسير القرآني(الطبري / البيضاوي / الزمخشري / وصولاً إلى الشعراوي)، والتأويلات المقرونة بالكلام والرأي ( المعتزلة/ الأشاعرة / المُرجئة .. إلخ )، والتصوف ( ابن عربي/ السهروردي / الجيلي / الحلاج/ النفري / الرومي / السكندري .. الخ )، والنظرات الوجودية الحائرة ( أبو العلاء / إبن الراوندي / الخيام / .. إلخ )، ومؤصلي علوم الشريعة ( الغزالي إقبال / المودودي / النورسي/ الشوكاني .. إلخ ) ، وغيرهم من قامات أسهموا بآلاف المتون على مدى التاريخ المعروف، وأخيراً وليس آخراً قامات الأدب الروائي العالمي المعاصر، وأخص بالذكر روائيي لاتين أميركا الذين قدموا ملحمة رفيعة فيما سُمِّى بأدب الواقعية السحرية. ملحوظة: في الأصل رد على سؤال لإحدى المجلات العربية، ولم ينشر الحوار بعد. [email protected]