بكل تأكيد ليس هناك يمني واحد متعلماً كان أو مثقفاً, مزارعاً أو موظفاً, كبيراً أو صغيراً يقبل ان يطلق علينا يمن الايمان والحكمة مجرد قول .اذ يلزم منا ان نبرهن للعالم اجمع انها كانت وما تزال قولا وفعلا وفي الحقيقة هناك الكثير من الأمور التي كانت في الغالب تعكس وجود الحكمة في تصرفاتنا ازاءها اذا فما المانع ان يكون الحوار الهادف الى التفاهم فيما بيننا والقادر على حل العديد من الاشكاليات المختلف حولها !هو لغتنا الدائمة .فليس ثمة مشكلة إلا ولها حل مهما بلغت من درجات الصعوبة والتعقيد كون الامتثال للحوار يعني الكثير من معاني الرضا والقناعة التامة بالصلح كما يكشف عن صفاء النفوس ونقاوة القلوب ..اما اللغات الأخرى وما فيها من اساليب التجافي واسلوب الحرب الباردة والأسلحة القاتلة جميعها يؤدي الى منطقة وعرة واحدة ليس فيها سوى الشتات والضياع وتفرقة الصف الواحد لتكون من آثارها السلبية الناجمة عن التوغل بها هو الفقر والمجاعة والتخلف. ومن البراهين الدالة على ذلك هي النتائج الوخيمة التي وصلت اليها دول الغرب عندما خاضت التجربة في حل نزاعاتها من خلال لغة البندقية حيث أدركت أنها وعقب انتهاء الحرب العالميتين الاولى والثانية مجرد لغة الهدم ,ولهذا اصبحت فيما بعد تنظر الى مصالحها بعين واسعة حتى وان تطلب منها ذلك تقديم العديد من التنازلات .وبدلا من انتظارنا الى توسع مدار نيران الفتنة وتلتهم الاخضر واليابس علينا جميعا سلك طريق الصواب اذا ما اردنا بالفعل ان نكون حكماء مستفيدين من تجاربنا السابقة والتي ابقتنا ولسنوات طويلة وسط دائرة الصراع المستمر دون الوصول معها الى نتيجة .ومسألة الحوار الوطني ليست مجرد لجان مشكلة ومؤتمرات تنتة عقب نهوض الأطراف السياسية من على طاولة الحوار.. كون الاخير من مفهوم المعنى والدلالات يعد ابلغ واشمل من ذلك بكثير .حيث يمثل الاختيار الحقيقي لكل يمني .كما ان نجاحه يدل بل ويؤكد على مدى نضوج الوعي الفكري والحس الوطني لدينا .بالاضافة الى انه يبعث على الجوانب المستقبلية العديد من المؤشرات التي ستوحي بإمكانية المواكبة للشعوب الاخرى ,وكما يقول المثل الشعبي (من خلف ما مات) اي اننا بذلك سنعمل على تجديد وترسيخ النهج الرشيد والحكيم الذي كان عليه آباؤنا واجدادنا اليمنيون من اهل الايمان والحكمة التي قالها وفيهم صلى الله عليه وسلم. حتى وان كنا قد تفوقنا عليهم بمستوى التعليم الذي كافحوا وناضلوا طويلا من اجل حصولنا عليه .فلم نخيب آمالهم ونهدم تلك الجسور المتينة التي بنوها .ولعل واقعنا اليوم وما نعانيه من الفرقة والشتات وتمزيق الجسد الواحد يفصح عنها .,ومن اجل حقن الدماء الزكية ها هو القدر بعد ان استجاب يدعونا الى لملمة شمل الأسرة الواحدة بقلوب يسودها الصفاء ,ونبذ كل ما من شأنه جلب العداوة والبغضاء فيما بيننا .كما يدعونا الى ضبط النفس وتغليب مصلحة الوطن فوق كل المصالح لنكون قولا وفعلا يمنيين ننتمي الى يمن الايمان والحكمة.