من المعروف أن الآليات المزمنة في المبادرة الخليجية تضمنت محطة مركزية هي محطة الحوار الوطني الشامل ، وبمشاركة فرقاء الساحة المتوافقين على المبادرة من جهة ، وفرقاء ساحات الانتفاضة الشعبية السلمية الذين اكتسبوا شرعية حضورهم في المعطى السياسي من خلال الانتفاضة الجماهيرية الملحمية المشهودة، التي أفضت إلى الانتقال السلمي للسلطة من خلال تلك المبادرة الصبورة لدول مجلس التعاون، والتنازلات الشجاعة للمختلفين في الداخل اليمني، والتوقيع الناجز عليها في العاصمة السعودية الرياض، ثم ماتلا ذلك من إجراءات، ابتداءً من تسليم الرئيس السابق علي عبدالله صالح السلطة لنائبه عبد ربه منصور الذي تم انتخابه توافقياً كرئيس للجمهورية خلال المرحلة الانتقالية التي مدتها سنتان، وبمشاركة جماهيرية لافتة ، ثم تشكيل حكومة الوفاق الوطني برئاسة الاستاذ محمد سالم باسندوة، وما تلا ذلك من إجراءات أمنية وعسكرية مازالت سائرة على درب المائة الألف ميل . الآن تنصب المحطة المفصلية الأكثر ثقلاً وجوهرية، وهي محطة الحوار الوطني الشامل ، وبمشاركة ممثلي المؤتمر الشعبي العام واللقاء المشترك، والحراك الجنوبي، والحقوقيين، وممثلي منظمات المجتمع المدني، والمرأة، وكوكبة من حكماءٍ اليمن المختارين مباشرة من رئيس الجمهورية . سقف الحوار المفتوح لكل الأطراف يتضمن إصراراً حكيماً على سد الذرائع، واستيعاباً مفاهيمياً عاقلاً لضرورة فتح كافة الملفات بدون تحفظ او مناورة ، ومن هنا نستطيع الخروج بسيناريوهات افتراضية للاحتمالات المختلفة. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك