عدم الاكتراث لاستحقاقات الآخرين أو العمل على الثبات والوضوح في الرؤى لإقامة جسر التوافق للوصول الآمن أو الاختلاف الشجاع لينتج عنه الحوار الصادق.. لن يفي بغرض الإثبات الحقيقي لفاعلية التغيير بمنطقه السامي وليس تحصيل حاصل يندرج تحت خانة الانتماء للثورة أو للشعور التعبوي المؤقت. ففي الطريق إلى مؤتمر الحوار ثمة أساسيات هي الأجدر بالتحلّي بها قبل أيّة مضاعفات ندرك حجم كارثيتها مسبقاً، ومع ذلك نتجاهلها بتعمّدٍ مفضوح بحجم السخافات المتراكمة أو المولودة بين عشيّةٍ وضحاها. أولى هذه الأساسيات برأيي تكمن في التهيئة الإعلامية لحدثٍ هام ومطلب جماعيّ كالحوار.. وإن لم يقم الإعلام بدوره الأساسيّ في خلق أجواء أكثر قابليّة للحوار وأكثر تجاوزاً للأحقاد والعداوات ونبذ تطرّف كل الأطراف المتخاصمة فلن نصل إلى أيّة نتيجة مرجوّة، بل إلى المزيد من الفُرقة والشتات وتعميق فجوات العداء. ثم يأتي ثانياً: إنجاح دور الأمن في تعزيز مفهوم الأمان والاستقرار المجتمعيّ.. وإزالة كل المظاهر المسلحة المتعجرفة والتي مازالت فوضاها تنتشر في العاصمة وفي كثير من المدن الرئيسة من بلادنا الحبيبة.. تاركةً الفزع في نفوس المواطنين الآملين مستقبلاً أكثر حظاً من ذي قبل. بعد ذلك تبدأ الأطراف في حوارٍ عقلانيّ يجتثّ عفونة الخلافات ويخلع مسامير النزاعات ويعيد الحقوق لأهلها، في تجرّدٍ تام لا صوت يعلو فيه على صوت الوطن ونداءاته المستغيثة لمن تبقّى من الشرفاء. رابط المقال على الفيس بوك