يبدو أن من أغرب المواقف والأطروحات التي أقرأها هنا أو هناك، والتي تتناول الشأن المحلي اليمني أو ما يصفونها بالأزمة السياسية اليمنية نجد من أبناء المحافظات الشمالية من يطرحون المبادرات الهادفة إلى تمزيق الوطن والعودة إلى التشطير أكثر بكثير من أبناء المحافظات الجنوبية، وأكاد أجزم أن هذا البعض الذي يطالب بالفيدرالية من إقليمين أو الانفصال أو ما يطلقون عليه فك الارتباط أو تلك المصطلحات المرادفة لتلك الجمل والتي ترد في تحليلات وكتابات إخواننا أبناء المحافظات الشمالية، والذين لا ناقة لهم ولا جمل في طرح مثل تلك الحلول الخرقاء، وأزعم أنهم لا يدركون حقيقة اطروحاتهم وإلى أين أو إلى أي نتيجة قد تصل بهم مثل تلك الأقاويل؟ .. طبعاً والحال من بعضه، وهؤلاء كمن يغرد خارج السرب، وليس هؤلاء وحدهم من ينادي ويطالب بتلك المطالب الجوفاء، ففي الجنوب أيضاً من إخواننا من يبحث عن فك الارتباط والفيدرالية والكونفدرالية، بل البعض من هؤلاء يطرح مسمى الفيدرالية، ولا يستطيع حتى أن يفرق بين الكونفدرالية والفيدرالية كمصطلح ونرى كثيراً من الزملاء يضعون تعليقاتهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي ايضا وفي اماكن اخرى نسمع ونقرأ بعض الجمل والعبارات المختلفة هنا وهناك . بالأمس القريب هاتفني أحد الإخوة الذي يتخذ من محافظة الضالع مقراً له بعد أن ترك قريته ومدينته وارتحل مع أسرته في تسعينيات القرن الماضي واستقر به المقام هناك حيث افتتح متجراً وابتاع بيتاً وصار من أبناء محافظة الضالع ولم يعد له من مدينة تعز إلا المسمى، قال لي وبحرقة هل تعلم أن ولدي الشاب يخرج في مظاهرات مع الحراك الانفصالي مطالباً بالانفصال وفك الارتباط، فضحكت كثيراً، فصاح الرجل: تضحك؟! فقلت له وكيف لا أضحك وهذا الأمر وبمجرد حدوثه لا سمح الله وإن شاء الله لن يحدث فستكون أنت وولدك المطالب بالانفصال أول المغادرين لمدينة الضالع والعودة إلى قريتك لتحرث وتزرع في أرضك، وحتى البيت الذي بنيته والمتجر الذي اقمته في الضالع ربما لن يكون بمقدورك بيعه أو حتى العودة ببعض مما اكتسبت أليس كذلك؟ أجاب: نعم صدقت ومن يفهّم لي هذا الغبي!. ضحكت كثيراً ثم طمأنته بأن الانفصال أو فك الارتباط هي أضغاث أحلام لبعض القيادات الهرمة التي فقدت مصالحها فقط، وأما أبناء الجنوب فهم أكثر من استفاد من الوحدة وأكثر وحدوية من غيرهم، ولهذا اعتقد أنهم سيتمسكون بالوحدة أكثر من أي وقت مضى ولا خوف على اليمن منهم وإنما الخوف عليها من الحراكيين الجدد من شباب الشمال والجنوب الطائش والدين يرفعون اعلام دولة الجنوب فى تظاهراتهم وهم بالأساس لا يعرفون النظام السابق في الجنوب ولا صلفه وعنجهيته مثله مثل النظام الذي كان في الشمال قبل الوحدة وهم لا علم لهم ايضا بعواقب دعواتهم تلك التشطيرية والتفكيكية وما سيتمخض عنها إن تحقق مبتغاهم لا سمح الله إن عاجلاً أو آجلاً.. والله المستعان.. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك