في يومٍ عظيم كيوم الجمعة.. تزهو فيه النفوس توقاً لفرحةٍ مختبئة تبحث عن مخرج رغم الآلام.. ولا تأكد تُفصحُ عن محاولة اكتمالها حتى تتصدى لها نتوءات الأوجاع.. وكوابح اليأس لتدفعها بعيداً عن مسار الطامحين لغدٍ أفضل، رغم كل ما يعتري هذا الوطن من أوجاع.. وما يتلقاه من مؤامراتٍ داخليّة وخارجية.. ورغم ما يحوط بنا من ماضٍ لئيم وحاضرٍ أليم.. ومستقبلٍ أمره في غيب الله العليم. إلا أننا مازلنا نبتسم ظاهراً في وجوه الآخرين.. ونمرح في فلوات التناسي قدر الإمكان.. ونبزغ من أكمام وردةٍ ذابلة يسمونها الأمل. الأمل بالغد الأفضل خيرٌ من توقف عجلة الانتماء إلى حيوية الذهن.. وفكّ طلاسم الجمود الغارق في بؤس اللحظة.. والمستميت إذعاناً لمنطق الانجرار وراء خيبات الماضي.. وجحود الحاضر. نريدُ أن نفرح بما تبقّى من أعمارنا التي ذهب جلّها في زحمة المعاناة وأنين الهواجس الرعناء.. ودوائر الكآبة.. وردة الفعل الدائمة كأننا في صراعٍ يوميّ مع أنفسنا وهواجسها السلبيّة. نريد أن نمضي من هذه الحياة الفانية ونحن مطمئنون على مستقبل أطفالنا.. مبتسمون لإعمال أفكارهم في طرائق النجاح والحياة الكريمة.. لا متوجسون خيفة طوال أعمارنا على غدهم المسكون بأوجاعنا.. والمصفّد بحُمّى وجلنا المتصاعد في زحمة اللاشيء. هل كثيرٌ علينا أن نضع أيادينا بأيادي الآخرين ونتجاوز آلامنا وأحقادنا وخلافاتنا ومنازعاتنا.. ونطلق مروحة السعادة تظلل مسافاتنا المرصودة بهجير التعب.. وضنك العيش؟!. إننا قادرون على صيانة ما تبقّى من أرواحنا إن نحن أشعلنا هشيم إرادتنا.. وأغلقنا طرق أوهامنا وجشعنا وتآمرنا على بعضنا.. وألغينا هواجس السفر إلى القمم الزائفة من مصالحنا الشخصية وأنانيتنا المفرطة في الكآبة. رابط المقال على الفيس بوك