(1) شرقت في طقس الندى، من حانة الذكرى إلى حقل رخيم. ليس لي الا النبيذ الضخم أرفعه على شرفي وأروي منه نرجسة الخراب. على دمي تمشي المسرات التي ضيعتها في زحمة الذكرى، وأنسى في طقوس كآبتي أني قليلاً. وجعي يحاصرني على الطرقات، محتدما،ً ويغلق عند أول شارة جسدي، ويرمي جثتي في جوهر العدم المضيء. على ظلام سافر أرمي اشتباهاتي فيكتمل الظلام، ويبتدي تعبي الطويل. قدما،ً على ضلع هزيل، أقتفي موتي، وابني عرش ميلاد قديم فوق ماء حامض.أنمو على قصف الحروب، على اشتباك والغ في صيد أحلامي، وأنمو في شتات جارح. لا شيء إلا الفقر في صدري، وصوت الربو في العمر البسيط، وليس إلا ذلك الضلع الهزيل. يتراكض العمر القصير، فأختفي في سدة النسيان، مرتدياً غموضي واختلافاتي،وأهذي في تسرب لوعتي كيلا يجيء الموت يقنصني. أثرثر في نعاسي. لا أنادي غير مأوى احتمي بهبائه،وأرتب الفوضى البهية في سرير الوعي. متكئاً عليّ أقودني في زحمة التاريخ أو في جوهر العدم السميك وليس لي الا شرودي. شرقت في تعبي، وخانتني حدودي. فحملت أيام الندامة، وانطفأت على ظلام مقفر. شرقت في طقس اغترابي، ناثراً وطناً يمزقني وأرضا ًفي حشود دمي المشاغب تستطيل. يمتصني هذا الشتاء وطفرة الأنثى، ويربكني تحالف هذه الدنيا عليّ. وإذ أنازل وهم ما اسميه تاريخ البطولة ابتني غيماً وأحلاما ًلأوغل في عراك باهظ. وأغط في صيد النساء، مخلصا ًجسدي من الشجن الذي ينتابني. أنثى تضيعني، وأنثى ترتضيني عاشقاً، لكنها لا ترتضي بذهاني الدوري. هذي صورتي في دفتر الذكرى، وفي النار التي تنسل صارخة وتشرب زيت أضلاعي، وتنهض في نشيدي. قدماً، على عطب يقدسني، ويمحو سيرتي أكبو، وأنضج كبوتي. وأقول لي: لا تفزعنك فرحة ميسورة في يومك المغتاظ، اكبو،ثم أنشب في خميرة صبحي المنحل بعض قتامتي. أسعى إلى نوم أبارك سحره كيلا يجئيء الموت يقنصني. وهأنذا اهيئ للعماء رماده، وأنام من فرط الدخان على نبيذ شائك. وأقول لي. أهلا ًحفيدي ! (2) على كوكب من رعاة أراهن أني الغنيمة، وفي خمسة وثلاثين بؤساً أزف ضياعي الي. وفي زمن حائل يترامى عذابي، ويمشي الرعاة على حفنة من بقايا سمادي. لماذا – إذن – أحتمي بصداعي؟ لماذا الرماح تسلمني لرعاة غليظين، في كوكب عاثر؟ هل أدق نفيري، وأبدأ عصر الحداد؟ يشردني موكبي. والرعاة السميكون يختصمون على سلطة من يباس ورغو. وقلبي من فرط أنثى يدوخ. على كوكب طائش يتنادى الرعاة، ويتحدون عليّ، لأكتشف سر نزيفي لهم. بيد أني اخبئ امطار روحي، وأوغل في ثكنات الرقاد. (3) شمس كانت تهجس في معراجي وتضيء نعاسي. وأنا أثوي بين شفاه عارمة. شمس كانت تصعد في أبراجي حين أفقت وجدت اللاشيء يطوقني. ودمي يتدحرج في النقصان، وجدت خطاي وقد فقدت خطوتها. حين أفقت وجدت اللاشيء يغني. ووحيدا – حيث الشارع يرقص – كنت أفتش عن قدمين فتدهمني الشبهات. وحيدا ًكنت أفتش عني. قلبي مثلوم بالشجن الحامض ويداي خريف أعمى يا عمري الضائع لا تذهب في فلك الحمى. يا عم.. ر... ي الض.... ا..... ئع