نقد النص أو نقد الزعيم أو القائد أو رئيس الهيئة العليا والأمين العام للتنظيم أو الحزب السياسي أو حتى قائد جماعة مؤدلجة عنفية ومؤذية اكتسبت تاريخياً خيار صعب محفوف بالمخاطر, وفي الصدارة قيام الذين حول هؤلاء أولاً بصياغة قرار التكفير أو التخوين استناداً إلى مصالحهم الانتهازية الأنانية المفرطة وباستخدام أقصى مالدى ذهنية التجريم والتحريم من أدوات سيئة السمعة ومن ثم البحث في آليات تصفية متصدري نقد النص بذاته أو نقد نص الزعيم، جسدياً.. نقد النص شيء يختلف جوهرياً عن نقد الزعيم أو القائد وبالذات زعماء وقادة الأحزاب والتنظيمات السياسية والجماعات المؤدلجة العنفية المؤذية وقادة السلطات التنفيذية في بلدان تتسم بالتأخر الاجتماعي والثقافي وتنتمي إلى مجتمعات ماقبل الدولة الرأسمالية أو تنتمي إلى بيئة المجتمعات المشوهة اجتماعياً وثقافياً ويقع زعماء وقادة الأحزاب والتنظيمات السياسية الجماعات المؤدلجة المؤذية وقادة السلطات التنفيذية في المنطقة اليمنية في صدارة دائرة المحذورات والمحظورات ومن أجل حماية نصوصهم الديكتاتورية الطاغوتية الإرهابية سنت القوانين والمواد الدستورية والأعراف وبات نقدهم من الأعمال التي تهدد الذات الملكية والذات القيادية الحزبية والوحدة الوطنية وهلم جرا. والنص بدايةً، هو تلك الأحرف المتحولة إلى كلمة والكلمة المتحولة إلى جملة والجملة المتحولة إلى عبارة والعبارة المتحولة إلى قصيدة أو مقال أو كتاب له مبنى وله معنى لأشياء مادية في الطبيعة التي نعيش عليها, والنص نتاج الإنسان الطبيعي الذي صنع عبر التاريخ البشري نسيج العلاقات الاجتماعية والانتاجية (العلاقة الجدلية بين الإنسان وكل الأشياء المادية في الطبيعة) مضيفاً عليها طاقة روحية مميزة عن تلك الكائنات الطبيعية التي لم تستطع إنتاج نص مكتوب بل حبست داخل النص الشفاهي. وعبر الإنسان بكونه كضرورة بإنتاجه النص الشفاهي الذي يتداوله عبر التاريخ البدائي والنص الكتابي الذي ظهر مع صناعة الحروف والكلام المكتوب ومن رحم هذين النوعين من النصوص ظهر التضاد النصي والنقد النصي وهو فاصلة تاريخية جعل من النص كتاباً مفتوحاً وقابلا للتداول والنقاش والموالاة والمعارضة ليس فقط لمعناه بل لمبناه. وبما أن الإنسان عنصر من عناصر الطبيعة بل وعنصرها الأكثر فعالية فإن النص هو ملكية مطلقة لهذه الطبيعة وعنصرها الإساس الإنسان وهو المتحكم بمبنى ومعنى النصوص على اختلاف انواعها وأشكالها, وبهذه الملكية فإن الكلمة المحمولة على مبنى مادي ليس فقط معنى في سياق النص بل هي موقف انحيازي أو محايد أو مجردة بدون معنى وتشعبت انحيازات النص وتغلب عبر العصور الكلامية وهي متنوعة من جماعة بشرية إلى اخرى والنصوص غير متشابهة في الثقافات على نطاق العالم. إن أكثر النصوص جدلاً ظهرت في متون المناقشات الفلسفية وفي نصوص الثقافة الأدبية وهو ماأدى إلى تطورات عميقة وهامة في الوعي الفلسفي وهذا لا يعني أن الثقافة العلمية افتقرت إلى الجدل الصاخب بل العكس, فإن الثقافة العلمية اقتضت جدلاً رصيناً, انتاجاً ونقداً من أجل التطوير العميق للعلوم والتكنولوجيا ولكن الجدل في الثقافة الأدبية والثقافة العلمية يختلف من حيث الشكل والجوهر والأساليب المستخدمة. ونص الثقافة العلمية والثقافة الأدبية ونقدهما تعرضا إلى الوحشية ولم يسلما في الحقب التاريخية من الاعتداءات العنيفة والعقوبات المباشرة بما في ذلك إعدام أصحاب الآراء (النصوص) المميزة والإبداعية ولم يسلم أي مبدع في كل المجالات من الوحشية البشرية وكان النص الأيديولوجي المضاد هو أكثر النصوص الذي استدعى العنف والبطش وقد قضي العديد من البشر تحت وطأة التعذيب وعلى مشانق الطغاة وسيوف المتشيعين المتعصبين أو مايطلق عليهم اليوم (الموالاة) الذين يطوقون الطغاة في البلاطات الملكية والرئاسية, ومرق النص بصعوبات جمة إلى النور من أنفاق الكنيسة والمعبد والمسجد والأيديولوجية ومحاكم التفتيش وهجمات الوهابية المتوحشة. رابط المقال على الفيس بوك